أخبار اليمن

خاص | النقار

اعتقلتم الخلق بتهمة التآمر مع "دول العدوان"، ثم طبعتم مع ذلك "العدوان" وفاوضتموه واستقبلتموه في صنعاء وذهبتم إليه في عقر داره والتقطتم معه الصور الحميمية هنا وهناك، ومازال أولئك المعتقلون في سجونكم يحملون التهمة ذاتها التي تمارسونها الآن دون أن تكلفوا أنفسكم أن تخجلوا قليلا فتفرجوا عنهم. بعضهم محكوم عليه بالإعدام وآخرون بعشرات السنوات سجنا.

تعتقلون الخلق لأنهم يطالبون بمرتباتهم. أصبحت المطالبة بالمرتبات تهمة كبرى في نظركم يستحق صاحبها الحبس والتنكيل. جئتم إلى الحكم بشعار "عجبت من لم يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه"، وعندما حكمتم لم تخنقوا سيف الجائع فحسب بل وصوته أيضا.

تعتقلون أبو زيد الكميم رئيس نادي المعلمين وتزجون به في السجن وتتركونه يعاني المرض بلا اكتراث أو مسؤولية أو إنسانية. كل هذا فقط لأنه طالب بمرتبات المعلمين وحملكم مسؤولية صرفها باعتباركم سلطة حاكمة.

ما الذي تريدونه من المعلمين؟! فإذا كنتم لم تحترموا حتى صوت المعلم وتلتفتوا إليه وإلى مطالبه، فأي صوت ستحترمون يا ترى وأي شريحة ستقدرونها حق قدرها؟!

لقد سلبتم من الناس كل شيء، كرامتهم وقوتهم وآمالهم وأحلامهم ومستقبلهم، فاتركوا لهم أصواتهم على الأقل. اتركوا لهم ما يستطيعون التعبير به عن جوعهم وآلامهم. دعوهم يتأوهون على الأقل. إن أسوء السلطات في التاريخ لم تفعل ما فعلتموه وتفعلونه. فحتى السلطات الدكتاتورية كانت تحرص على إسكات الأصوات ولكنها في نفس الوقت تحرص على ملء البطون. أما أنتم فلا أشبعتم بطونا ولا سمحتم لها بأن تصيح من جوعها. إنكم بحق أسوأ من حكم على الإطلاق.