قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرا مفصلا حول دراسة أجراها فـي بدايـة عـام 2023 كجـزء مـن التعـاون مــع مركــز فريدريــك س. بــاردي للتوقعــات المســتقبلية الدوليــة، بشأن "تأثير المناخ على التنمية البشرية في اليمن" البلد الذي يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات التنموية والإنسانية في العالم بعد أكثر من ثماني سنوات من الصراع المستمر، وفي الوقت نفسه، فهي من بين البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ، حيث واجهت على مدى عقود أزمة مياه متفاقمة.
وسعى التقرير إلى فهم المستقبل المناخي المحتمل لليمن بشكل أفضل وكيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على التنمية الاقتصادية والبشرية على المدى الطويل.
وتم إجراء هذه الدراسة، بعنوان “تأثير تغير المناخ على التنمية البشرية في اليمن”، بتكليف من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بداية عام 2023 كجزء من التعاون مع مركز فريدريك س. باردي للتوقعات المستقبلية الدولية.
وخلص التقرير الى ان تغيــر المنــاخ يهــدد بمزيــد مــن الآثــار الســلبية علــى الاقتصــاد والتنميــة البشــرية. ولكــن لـم يفـت الأوان بعـد لإجـراء تغييـرات تحوليـة وبنـاء القـدرة علــى الصمــود فــي مواجهــة الأزمــات المســتقبلية، وإنقــاذ حيـاة مئـات الالاف وبنـاء مسـتقبل أكثـر إشراقا لليمنييـن.
وبحسب التقرير تتصاعــد أيضــا بشكــل كبيــر ظواهــر طبيعيـة أكثـر تطرفـا تجلـت هـذه الظواهـر فـي سـيول وفيضانـات كبيـرة ومسـتمرة فـي كثيـر مـن الأحيـان وتغيــر فــي أنمــاط هطــول الأمطــار ممــا ســيؤثر علــى الأرجــح علــى الإنتــاج الزراعــي.
ومــن المرجــح أن تــؤدي آثــار تغيــر المنــاخ إلــى إبطــاء النمــو الاقتصــادي تدريجيــا، مــع مــا يترتــب علــى ذلــك مــن تأثيــر متفــاوت علــى الفقــراء. ووجد أن مــا مجموعــه 93 مليــار دولار مــن الناتــج المحلــي الإجمالــي ســيتم فقدانهــا نتيجــة لســيناريو تغيــر المنــاخ المحتمــل حتـى عـام 2060، وعندهـا سـييون الناتـج المحلـي الإجمالـي أقــل بنســبة 10 فــي المائــة ممــا كان عليــه فــي ســيناريو عــدم تغيــر المنــاخ. وســيكون معــدل الفقر المدقــع أعلــى بأكثــر مــن 25 فــي المائــة
ومــن المرجــح أن يؤثــر تغيــر المنــاخ فــي اليمــن ســلبا علـى صحـة السـكان وتغذيتهـم علـى المـدى الطويل. وفـي سـيناريو تغيـر المنـاخ، سـيعاني 3.8 مليـون إضافــي مــن ســوء التغذيــة مقارنــة بســيناريو عــدم تغييــر المنــاخ. عــلاوة علــى ذلــك، ســيكون تغيــر المنــاخ مســؤول عــن أكثــر مــن 121 ألــف حالــة وفــاة بحلــول عــام 2060.
أمــا الســيناريو الثالــث، وهــو بنــاء القــدرة علــى الصمــود، فيهـدف إلـى محـاكاة عالـم تسـاهم فيـه الجهـود التحوليـة والجماعيــة التــي يبذلهــا صنــاع السياســات والممارســون والجهــات المانحــة فــي نظــام الدعــم والتقدم فــي اليمــن. ويفتــرض هــذا الســيناريو تأثيــرات ســيناريو تغيــر المنــاخ كخـط أسـاس ولينـه يتضمـن بعـد ذلـك تدخـات إضافيـة هادفــة لمواجهــة التحديــات البيئيــة والإنمائيــة الأوســع، بمــا فــي ذلــك التحســينات فــي الزراعــة والبنيــة التحتيــة والتعليم والسام والأمن وتمكين المرأة.