خاص | النقار
يبدو أن المشاط مازال ينتظر من الأمريكيين ردا للفرصة التي منحهم إياها بتسليم القتلة، وحتى يأتي الرد لا بأس من الذهاب مع هاجس الشعر في الساعة السليمانية التي تمنحها مدينة الحديدة وقات حجة فإذا بزامل يصعد من رأسه المتفصد بالعرق:
يا حارس البحر الأحمر لك سلامي صدر
يومك دفعت الخطر عن غزة الصامدة
يا أبطالنا يا رموز النصر يا كل حُر
الثأر مطلوب من كل القوى الماردة
الشعب لبّى وكبّر واعتكف واعتمر
خلف القيادة وساحات الإباء شاهدة
تتشابه المشاهد اليوم رغم اختلاف الجغرافيا، فعلى ضوء اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة أمريكية في مطار بغداد؛ أفلتت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا جملة فاضحة مفادها أن "الإيرانيين استأذنوننا أين يضربون ردا على استهداف سليماني"، فتم تحديد مكان بالقرب من قاعدة الأسد امطروها بالصواريخ التي حاد واحد منها ليضرب طيارة مدنية كان على متنها مئات الركاب، ورغم هذا كله لم يسقط امريكي واحد.. اليوم وبعد سنوات من مسرحية (الرد الايراني المزلزل) ونحن نرى استشهاد عشرة من خيرة شباب القوات البحرية بدم امريكي بارد، ونشهد الحالة العنترية التي يظهر بها المشاط ونستذكر ما قاله ترامب ونراه جليا كما رأيناه في موقف الايرانيين، فلا قتلى إلا من الدم اليمني ولا رد الا كما رد الايرانيين على مقتل سليماني.
المطالبة بتسليم القتلة لا يمكن قراءته الا باعتباره استهلاكا شعبيا وإعلاميا رديئا في التعاطي مع قضية هامة وحساسة تستوجب اليوم الاجابة عن اسئلة ملحة:
أين الرد على البارجة الامريكية التي تقف في مياهنا اليمنية وتقتل مواطنين يمنيين؟ هل مازلنا ندرس الرد حتى الآن؟ أم أن العزيمة التي اشتد بها الشهداء العشرة قد خارت في نفوس القيادة العسكرية؟ وهل ما قاله قائد أنصارالله بشأن "الرد الذي لابد منه" أصبح يسري عليه ماسرى على التغييرات الجذرية التي لم نراها ولن نراها.. اسئلة كثيرة تؤرق اليمنيين الذين لم يعلموا هل نحن في حالة حرب فنسكت عن الظلم الذي نتعرض له بالداخل، أم نحن في حالة سلام فنطالب بحقوقنا؟ أم أن هذا الوضع المريب هو ماتحتاجه آلة الفساد بصنعاء لتستمر في نهب الدولة؟