توسعت المعارك وعمليات القصف المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، وأم درمان، في محاولة للسيطرة على قاعدة عسكرية، فيما تتفاقم التداعيات الإنسانية للحرب.
وأدى النزاع بين الطرفين، الذي دخل الآن أسبوعه الثامن، لمقتل مئات المدنيين دفع 400 ألف للفرار عبر الحدود، ونزوح أكثر من 1.2 مليون خارج العاصمة ومدن أخرى.
وخلف القتال أضراراً جسيمة بالعاصمة حيث يعاني السكان الذين لم يغادروها بعد من أتون المعارك والغارات الجوية وعمليات النهب.
واستمر القصف المدفعي والجوي خلال الليل، وقال سكان في جنوب الخرطوم وشرقها وشمال بحري إنهم سمعوا أصوات اشتباكات بالمدفعية ومواجهات بإطلاق النار اليوم الثلاثاء.
واشتبك الطرفان الليلة الماضية في شوارع مدينة أم درمان حول قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش، وتمكن الجيش، الذي يبدو أنه يفضل الضربات الجوية عن القتال على الأرض، من الحفاظ على أماكن تمركزه حول القاعدة لكنه لم يتمكن من دحر قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم أنحاء المدينة.
وأفاد سكان، بوقوع معارك لليوم الثاني على التوالي في مدن العاصمة الثلاث وهي الخرطوم وأم درمان وبحري، وقالوا إن أم درمان شهدت اشتباكات برية في واقعة نادرة بالإضافة إلى قصف وقتال في منطقة الخرطوم شرق وبالطرف الجنوبي من العاصمة.
وتجاوز القتال حدود الخرطوم إلى منطقة دارفور غربي البلاد حيث تأسست قوات الدعم السريع ولا تزال تحافظ على قاعدة نفوذها هناك، كما ضرب القتال مدينة الأبيض، وهي طريق رئيسي بين الخرطوم ودارفور.
وتكابد جماعات الإغاثة من أجل تقديم مساعدات واسعة لسكان الخرطوم الذين يواجهون نقصاً في الكهرباء والمياه، فضلاً عن تضاؤل الإمدادات في المتاجر والصيدليات.
وتنظم لجان المقاومة في الأحياء مثل هذه المساعدة لكنها تعاني مع اشتداد حدة القتال.
وقال ناشط سوداني: "لم نتمكن من توزيع الأدوية بسبب القصف الجوي والمدفعي".
وانقطعت الاتصالات لفترات طويلة في أجزاء من دارفور حيث تواجه جماعات الإغاثة صعوبة شديدة في إدخال الإمدادات الإنسانية.
لا أفق للحل
ووصل مبعوث قائد قوات الدعم السريع السودانية المستشار السياسي يوسف عزت، أمس الإثنين، إلى كينيا، للقاء رئيس البرلمان في مكتبه بمقر البرلمان بالعاصمة نيروبي، .
وقال بيان لقوات الدعم السريع:"بحث اللقاء التطورات التي يشهدها السودان في ظل الحرب الدائرة وتم تقديم شرح مفصل حول الأسباب الرئيسية التي أدت لنشوب الحرب، والتي فرضت على قوات الدعم السريع".
وأشار إلى أن رؤية الدعم السريع للحل ترتكز على ضرورة معالجة جذور الحرب بما يؤسس إلى استدامة السلام والاستقرار في ظل حكم مدني ديموقراطي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إنها تعمل مع السعودية لإنهاء الصراع بالسودان بما يشمل تفاوضاً على إعلان الالتزام بحماية المدنيين.