خاص - النقار
أرادوا لشخصية قطران أن تسقط فسقطوا هم. هكذا يبدو الأمر مع سلطة صنعاء وهي تتخذ من الغباء وسيلة للنيل من القاضي عبد الوهاب قطران. ليس لسلطة أن تلفق مثل هكذا تهمة متهافتة وساقطة دون أن تتمتع بقدر كبير من القوة المفرطة والغباء الخارق. تتهمه بوجود معصرة خمور ثم تأتي بأصناف خمور خارجية لا يتخيلها أحد بقواريرها الفاخرة التي لا يجدها اليمني إلا في أفلام الهوليوود، لتقول بكل غباء إن تلك القوارير هي المعصرة التي عثرت عليها في منزل قطران بعد أن بحثت وفتشت لساعات، مع أن القوارير نفسها لم تأت بها من البيت، وإنما من مكان ما على متن طقم لتصيح بأولاد قطران ها هي بضاعة أبيكم مروج الخمور وصاحب المعصرة.
إنها تعرف أن مثل هذه الأصناف الفاخرة من الخمور لا يمكن أن تصل لمواطن عادي يطالب بمرتباته ويشكو الضيق والعوز، فضلا عن حالة الحصار التي جعلت من هذه الأصناف لا تصل إلا إلى الراسخين في الدولة والقوة، ومع ذلك جاءت بها من مكان ما لتقنع أبناء قطران بأن أباهم مروج خمور بامتياز. وكإصرار على غبائها تدعي في الوقت نفسه أنها عثرت على معصرة خمور ودليلها قوارير خمور من مختلف الأنواع.
إنه الغباء نفسه الذي ألجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الإتيان ببندقيتين وبسطار عسكري إلى مستشفى الشفاء الطبي بغزة حتى يؤكد روايته بأن المستشفى كان غرفة عمليات للمقاومة. فهذا الجيش يتمتع هو أيضا بنفس المواصفات: قوة مفرطة وغباء أكثر إفراطا.
ليس لسلطة أن تهزمك بتهمة ملفقة، مهما كانت ذكية، فكيف الحال مع سلطة بكل هذا الغباء؟! هكذا يقول تلقائيا كل من قرأ تهمة سلطة صنعاء ضد قطران. كأن ما كان ينقص تلك السلطة هو أن تتحول إلى مسخرة وتأتيها التندرات من كل جانب. فمن يتصفح ما كتب عن قضية اعتقال القاضي قطران والتهم التي وجهها ضده جهاز الأمن والمخابرات سيجد سيلا متواصلا من التهكمات حتى كأن تلك السطة تقول يا ليتها سكتت عن توجيه أي تهمة، وليتها اعتقلته هكذا ظلما وعدوانا ورغم أنف الجميع. كان هذا أسلم وأفضل لها من أن تبدو بهذا الغباء.
شبكة النقار رصدت في هذه المادة عددا من ردود الأفعال المتهكمة لناشطين وسياسيين سخروا من التهم التي وجهتها سلطة صنعاء للقاضي قطران.
القيادي في أنصار الله والسفير السابق للجماعة نائف القانص أكد أن كتابات قطران الناقدة هي التي كانت السبب في اعتقال قطران، مضيفا: "ما كان هناك داعي للتشويه وجلب الزجاجات الفارغة من الكحول لاتهامه بتعاطيها، فأنتم بهكذا تصرف وسلوك تثبتون للعالم عدم ارتقائكم إلى دولة تطلق النظام وانما عكس ذلك".
الناشط مجدي عقبة بدوره قال إن
"التهمة التي أرادوا تلفيقها للقاضي قطران بقصد إسكاته والنيل من شخصه وسمعته ارتدت عليهم وتحولت إلى موجة من السخرية الجارفة التي كشفت المستوى اللا أخلاقي الذي وصل إليه بعض المتحكمين بزمام السلطة"، مؤكدا: "سيندمون على اللحظة التي فكروا فيها باستخدام هذه الأساليب".
وكتب الناشط رداد الحذيفي تحت عنوان "شهود زور" قائلا: "ما عاد احنا بتلفيقات السلطة وكذبها وتدليسها فالمجتمع أصلاً لم يعد يصدقها! أنا بالكثير من ناشطيها ومطبليها وأحذيتها الذين تجدهم على استعداد وبكل حماس ليكونوا شهود زور عند الحاجة بثمن وبدون ثمن ودونما خوف من الله أو حياء من الناس.
أما الناشط عبدالقادر العجيلي فقال: "والله انه أشرف لكم إطلاق سراح القاضي قطران من الفضائح والمسخره أمام الشعب".
وتهكم الناشط أبو الأحرار الصراري من التهمة قائلا: "مادام في معاصر خمر فاخر في اليمن يعني اطورنا وصرنا نصنع أجود وأغلى الخمور BLACK LABEL الصراحة تطورت اليمن من معاصر الخمور البلدي إلى معاصر الخمور الخارجي".
بدوره كتب الناشط عبدالوهاب الشرفي: "انا كنت بين اقل ان قطران بيجمع مياه المطر من الجبا للخزانات طلع ان معه معصرة خمر فرنسي في الجبا. على ابتكم ما تستحقوا ليش ما كلمتونا بالاكتشاف هذا من وقته".
الطبيب في مستشفى الثورة عبد الملك الحماطي قال معلقا على منزل قطران: "يا سلام عليك يا قاضي اثنين خزانات سبيل للموالعة علشان يفسخوا بعد القات. إرسلوا العنوان لو سمحتم!
معصرة وأنواع فاخرة وساكن بهذا البيت المتهالك. إنا عد شي عقل؟".
الناشط عايش الوديدي خاطب سلطة صنعاء بالقول: "لو تجيبوا شهود من مكة ما احد بيصدقكم.
فين المعصرة؟ ما دريناش! وين هي مدغوزة! يسعم بيته ما بنقدر ندخل الا على جنب الدرجة حق بيته ما بلا هي عشرين سانتي. يعني ياالله تدخل دبة غاز والمعصرة تحتاج معدات كبيرة.. يعني اكيد معه معصرة عائمة مثل اليخوت السياحية".