• الساعة الآن 08:20 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

لماذا اصبحت صعدة بلا إنترنت؟

news-details

خاص | النقار - مجتمع

"صعدة بلا إنترنت.. حرمان يصل حد الصفاقة" هكذا يصف أبناء المحافظة الإجراءات المتخذة ضدهم من قبل سلطاتها التابعة لأنصار الله، فمعقل الجماعة يجب أن يظل "معتقلا" و"في قبضة اليد" وبعيدا عن أي انفتاح على العالم أو في أقل القليل على المحافظات الأخرى.

بحسب الكثير من أهالي صعدة، فإن سلطات الأنصار في المحافظة وتحديدا القيادي في الجماعة أبو عبد الله الحمران، وكيل المحافظة، تستميت في عزل صعدة، ولا تبدي أسبابا واقعية لهذا الإجراء ضدهم على وجه الخصوص.

ويشير الأهالي إلى أنهم يتواصلون مرارا مع شركات الاتصالات وخصوصا "يمن موبايل" التي كانت قد دشنت خدمة الفورجي، فتؤكد لهم تلك الشركات أن رداءة النت أمر خارج عن مسؤوليتها محيلة الأسباب إلى أن السلطات هناك تريد تمنع أي تحسينات في خدمة الإنترنت العادية، ناهيك عن تفعيل الخدمة الجديدة فور جي.

يكتب ناشطو صعدة ومرتادو وسائل التواصل الاجتماعي عشرات المناشدات شهريا، يشكون خلالها من سوء خدمة الانترنت لديهم، لكن دون مجيب.

وبحسب العديد منهم، فإن سلطات أنصار الله تمنع جميع خدمات الإنترنت عن سكان صعدة ومديرياتها الـ15 محيلة السبب في مايشاع وسط المواطنين انه حصانة لهم من الانحراف الذي تعاني منه المناطق التي تصلها خدمات الاتصالات بشكل جيد في باقي الجمهورية.

الناشط حمزة عبد الله يكتب تغريدة على صفحته يوجه من خلالها دعوة ‏"للعالم ولكل الأحرار ولكل حكومتنا الرشيدة نطالب ونطالب بتوصيل الإنترنت الأرضي  لمدينة ضحيان فهو حل لمعانات الصرافين والدكاترة ومحلات الهواتف وكل بقالات التي تشحن رصيد، فكل شي أصبح يحتاج إلى نت يمشي أعمال الناس فقد ضبحنا وضقنا من نت"، حسب تغريدته التي تكشف إلى أي حد وصلت الحال هناك.

ناشط آخر باسم "أبو يحيى" يقول: "‏‎في صعدة لي مقدم طلب حصول على نقطة أكثر من سنة ولا حصلت شي رغم رداءة الإنترنت في صعدة"، فيما رد ناشط آخر على القيادي الأنصاري الصعداوي ضيف الله الشامي وزير الإعلام في حكومة صنعاء وقد اعترض على حظر عدد من القنوات من قبل يوتيوب قائلا: "‏تخيل لو كنا من يتربع على عرش التقدم والتكنولوجيا والابتكارات في هذا العالم كيف كنا سنسحق ونخنق بقية الأمم والشعوب ونمنع عنها كل ما توصلنا اليه من تقنيات.

ليس فقط سنمنع عنهم الإنترنت بل حتى الأدوية ووسائل النقل وغيرها لأنهم كفار"، مضيفا باستهجان: "أحرمتوا صعدة من الإنترنت كيف ما الكفار باتعاملوهم؟!".

يؤكد آخرون أنه ‏"لا دخل لشركة يمن موبايل في ضعف الإنترنت لانهم مرغمين على إضعافها بضغوطات المشرفين في صعدة  أبو عبدالله الحمران وزمرته"، وبالتالي "أبناء صعدة يتعرضون للعقاب الجماعي" من قبل هذا القيادي الأنصاري.
 

الحمران حاكم صعدة الفعلي

عبد الله علي الحمران (أبو عبدالله الحمران) وكيل محافظة صعدة لشؤون التعليم والثقافة والإعلام. يعتبره البعض المحافظ الفعلي أو الحاكم الفعلي لصعدة. هذا الشخص، بحسب أهالي المحافظة، أطبق الخناق عليهم لأنه يتعامل مع أبناء صعدة وكأنهم ملك له، فبحسب السكان المحليين فإنه لا يقدم الخدمة المنطونة به امتثالا لوظيفته الحكومية بل تحول إلى مفتش أخلاق، حيث منع المدارس والحدائق والشبكات المركزية ومحلات الألعاب وآخرها خدمة الـ4G.

ويرى كثير من سكان هذه المناطق أن حالة التزمت التي تتحكم بالجماعة التي يمثلها حمران في معقلهم صعدة تتطلب أن يبقوا الناس في حالة عزلة عن محيطهم دائما.

فهم بحسب الناشط في الجماعة محمد قاسم الغيلي، الذي يرى أن الجماعة وسيط بين المجتمع وبين الله. جاء ذلك في منشوره، الشهر الفائت، على فيسبوك ذكر فيه أن"أسوأ شبكة نت في العالم في مملكة صعدة"، مشيرا إلى أن السبب هو أن "عقول جماعة عز الله محصورة بين السرة والركبة وسيظلون كذلك  حتى يبصر الأعمى أو يلج الجمل في سم الخياط"، حسب قوله.

وأضاف أن جماعة الأنصار "يرون  ويعتقدون أنهم الوسيط بين المجتمع وبين الله وأنهم ومن  خلالهم ستكون إنسانا سويا، وماعدا ذلك الضلال والضياع، قبحهم الله".

غير أن كثيرين أيضا يرون بأن جماعة الأنصار لا تريد لأبناء صعدة على وجه الخصوص، باعتبار صعدة هي المعقل الرئيسي للجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، أن يكونوا على تواصل دائم مع بقية المحافظات الأخرى، وذلك حفاظا منها على معقلها الرئيسي ذاك من أن تتسرب إليه أفكار من هنا وهناك فتحدث قلاقل هي في غنى عنها، وبالتالي تحرص الجماعة بكل ما أوتيت من قوة على تشديد الخناق على تلك خدمة الإنترنت وعزل سكان صعدة قدر الإمكان لتبقى في قبضتها غارقة في جهالات ما يتم تلقينها به.

شارك الخبر: