• الساعة الآن 09:39 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

يحيى سريع ينافس الحوثي على استباق الصورة

news-details

 

 

"قيمة كل امرئ ما يحسنه"، هكذا يقول الإمام علي. ويبدو أن المتحدث العسكري لقوات صنعاء العميد يحيى سريع بدأ يفقد قيمة ما يحسنه ليبحث عن قيمة أخرى في مكان آخر ويحذو حذو عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في بعض أمور هو في غنى عنها.

الصورة الملتقطة لسريع وهو على متن دراجة نارية منصرفا من إلقاء بيان أو ذاهبا إليه بين الحشود قد تكون عفوية، خصوصا وأنها أظهرت أن سريع كان على عجلة من أمره فنسي أن يلبس بسطاره العسكري واكتفى بصندل. لكن ثمة من بحث في الصورة عن قيمة  جديدة لسريع مفادها أن هذا الرجل الذي أداخ الصهاينة ببياناته هو من التواضع بحيث يستقل دراجة نارية، فتبرز على الفور صور لمحمد علي الحوثي وهو يستقل دراجات ودراجات، ولدرجة أن شاعرا لأنصار الله لم يجد ما يعبر به عن دلالة تلك الصور إلا أن كتب قصيدة مطلعها: "محمدٌ خيرُ من يمشي على مُتُرٍ"، وظل المعنى على حاله في بطن الشاعر فلا ندري هل أرادها مدحا أم هزءا.

إنه السباق على الصورة مثلما هو السباق على الحدث. بطبيعة الحال لن تعدم منصة إكس من يقول شعرا في صورة يحيى سريع هو أيضا.

قبل أعوام أصدرت دائرة التوجيه المعنوي في صنعاء، والتي يرأسها سريع، كتابا ضخما حمل عنوان "المتحدث". لا شك أن صاحب الفكرة، ولعله فريق عمل بأكمله، قد بذل جهدا ضخما هو الآخر في تجميع كافة بيانات سريع وخطابته وإخراجها في كتاب، بحيث لم يكن للمتحدث إلا أن يوجه بصرف مكافأة مجزية.

سكتت الحرب على اليمن نوعا ما فغاب سريع طويلا ليظهر مع عملية طوفان الأقصى. جذبت بياناته أنظار العالم وهو يظهر بين الحين الآخر بكل عنفوان: بيانٌ صادرٌ.... ومع كل بيان له تكون مواقع التواصل الاجتماعي والقنزدوات والمواقع الإعلامية على موعد مع الاحتفاء بصور يحيى سريع والبحث له عن كل صورة ملفتة لتحميلها بروفيلات أو هاشتاغات. ثم في نشوة كل ذاك تجد فجأة تغريدة لسريع بأحرف مقطعة على منصة إكس، فيصطدم بها كثيرون كون هذه الطريقة الألغازية ليست من عادات متحدث رسمي، وإلا فما الذي تركه للمعانين من فراغ ثقيل في قيادة الجماعة. لكنها نشوة الاحتفاء كما يبدو والتي تذكر بنكتة لبدو أعياهم التحديق ليلا في لوحة السماء بحثا عن الهلال فإذا بأحدهم يصرخ: ذاك هو، لتنهال عليه الإطراءات، ثم إذا به يصرخ ثانية: وذاك الثاني.

شارك الخبر: