• الساعة الآن 12:27 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

"سابر" و"ما هو سابر" بالنسبة لأنصار الله

news-details

 

 

أبناء تعز وإب وعقدة نقص أسلوب أهل صعدة في الحديث صعدنة إب وتعز لن تكون أنصاريا دون أن تعتمد كلمة "سابر" و"ما هو سابر" مع تفخيم الراء إلى حد ملفت.

الحديث هنا عن كل من ليس أنصاريا صعداويا، خصوصا من أبناء محافظتي تعز وإب. ومع الوقت يأخذ الأمر عند هؤلاء أسلوب أهل صعدة في الحديث، باستثناء الإبقاء على حرف القاف على حاله كدلالة على أنهم مازالوا إبيين أو تعزيين.

 صحيح أن أكثر الكلمات تظل عندهم محلية صرفة، لكن لم تعد تقال على الطريقة ذاتها التي تقال في هاتين المحافظتين، مع فارق تباينهما خصوصا في الأفعال وضمير المتكلم معها، فالفعل "جئت" في تعز يتحول إلى "جيتُ" مع التشديدة على ضم الحرف الأخير منه، أما في إب فيتحول إلى "جُؤْكْ" حيث الكاف المسكّن يتحول إلى تاء الفاعل المضموم، وبالتالي أصبح يحلو لأنصار الله من هاتين المحافظتين أن تكون لهجة صعدة هي المرجع: جيتْ ورحت وسرت ... الخ، ثم يتعدى ذلك إلى مرحلة ما بعد الأفعال. فكلمة "سابر"، على سبيل المثال، معروفة في لهجات اليمن المتعددة لكن تختلف دلالاتها إلى حد ما من منطقة لأخرى، ولا تقال كثيرا إلا في حال تحويلها إلى فعل: "يسبر" "ما يسبرش"، ولن تجد صاحب صنعاء أو عمران أو أي منطقة في الشمال يختلف حولها مع صاحب إب أو تعز أو عدن أو حضرموت، وإن اختلفت طريقة نطقها عند هؤلاء وهؤلاء. لكن صعدة على وجه الخصوص لها طريقتها المتفردة والمغايرة، فهي تستعمل الكلمة "سابر" بشكل متكرر يكاد يكون اعتيادا مع كل أمر أو مسألة من مسائل الحياة اليومية: "سابر" و"ما هو سابر".

بالنسبة لأنصار الله من غير صعدة لم يعد لائقا بكلامهم أن يظل متمسكا بـ"يسبر" و"ما يسبرش" وهم ذائبون في مسيرة قرآنية حد التماهي، فلا بد من تحولها إلى "سابر" و"ما هو سابر"، خصوصا وأن أصحاب صعدة يدخلونها في كل جملة من حديثهم، ولدرجة أن الكلمة أصبحت كما لو أنها من صميم أدبيات تلك المسيرة. فهم في النهاية، وبحسبهم، لا يقلدون بها أصحاب صعدة بقدر ما أنهم يتبعون نهج المسيرة نفسها، وبالتالي سيان أن تسمعها من أحمد حامد أو المشاط وأن تسمعها من سلطان السامعي أو أحمد المساوى. لكن التكلف وإيرادها في غير محلها يجعلان الكلمة عند السامعي والمساوى (كنموذج ليس بالضرورة أن يكون دقيقا) أشبه بمن يتكلف اتباع قاعدة نطق القاف "ألِفاً" عند المصريين فتراه يقول لأحدهم: انا حاروح الألعة (القلعة)، ليجيب عليه متهكما: ما لِبْسِتْ خلاص! حيث تحول المعنى إلى امرأة (كانت قالعة هدومها ولبست).

 

شارك الخبر: