شهد اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية المصرية التي انطلقت، الأحد، حالتي وفاة لرجل وسيدة أثناء الإدلاء بأصواتهما، بينما قامت فنانة شهيرة بالتصويت "مرتين".
والأحد، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، في بيان رسمي عن "انتظام سير عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية 2024، في كافة لجان الاقتراع على مستوى جميع المحافظات المصرية".
ونعت الهيئة سيدة وافتها المنية عن عمر يناهز 63 عاما أثناء تواجدها للإدلاء بصوتها الانتخابي أمام إحدى لجان الاقتراع بدائرة قسم ثالث مدينة نصر بالعاصمة القاهرة.
كما نعت رجلا توفي عن عمر يناهز 55 عاما خلال قيامه بالإدلاء بصوته أمام إحدى لجان الاقتراع بمدينة نبروه في محافظة الدقهلية.
وفي وقت لاحق الأحد، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، عن رصد واقعة تصويت إحدى الناخبات "مرتين" في الانتخابات الرئاسية 2024، مشيرة إلى إحالة الواقعة لجهات التحقيق، حسبما ذكرت "وسائل إعلام محلية".
وذكرت صحف مصرية منها "الشروق" أن الناخبة هي الفنانة الشهيرة، لبلبة، والتي أدلت بصوتها في الانتخابات الرئاسية لمرة ثانية داخل مصر على الرغم من تصويتها بلجنة بالسعودية أثناء تصويت المصريين بالخارج.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات مرفق بها صور تظهر الفنانة الشهيرة أثناء التصويت بالسعودية في المرة الأولى ثم في بمصر بالمرة الثانية.
وعندما سُئِّلت #لبلبة : _ انت ليه انتخبتي مرتين ؟ = قالت : اصلي حبيت الموضوع أوي pic.twitter.com/05MrAV0wKA
— وطن يعني حصن (@quality1144) December 10, 2023
وتبين للجنة تصويت الناخبة بالخارج بإحدى السفارات بالدول العربية خلال الفترة المخصصة لتصويت المصريين بالخارج أيام 1 و2 و3 ديسمبر، وأنها أقدمت على التصويت مجددا خلال العملية الانتخابية التي جرت في مصر، الأحد.
واتخذت اللجنة الانتخابية العامة في مصر، والتي تشرف على لجنة الاقتراع الفرعية التي أدلت أمامها الناخبة بصوتها، الإجراءات القانونية اللازمة حيال الناخبة، وإحالتها إلى جهات التحقيق القضائية المختصة.
وفقا للمادة رقم 66 من قانون مباشرة الحقوق السياسية في مصر فإنه "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تتجاوز ألف جنيه (20 دولار تقريبا بسعر صرف السوق الموازية) أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أبدى رأيه في انتخاب أو استفتاء وهو يعلم بعدم أحقيته في ذلك".
ويعاقب بذات العقوبة أيضا من أبدى رأيه منتحلا اسم غيره، وكذا كل من اشترك في الانتخاب أو الاستفتاء الواحد أكثر من مرة.
وخلف مركز الاقتراع شاهد مراسل وكالة "رويترز" أكياسا تحتوي على الطحين والأرز وسلع أساسية أخرى توزع على الأشخاص الذين ظهرت أثار الحبر على أصابعهم مما يدل على أنهم أدلوا بأصواتهم.
وعبر البعض عن خيبة أملهم لأن الأكياس لا تحتوي على السكر، الذي ارتفع سعره بشدة في الآونة الأخيرة.
وشاهد مراسلان من "رويترز" الناخبين وهم ينقلون بالحافلات إلى مراكز الاقتراع.
وقال مصدران بوزارة الكهرباء إنه "تم تعليق انقطاعات الكهرباء المقررة المرتبطة بانخفاض إمدادات الغاز خلال أيام التصويت".
وصباح الأحد، فتحت مراكز الاقتراع في مصر أبوابها، لانتخابات رئاسية تجرى على مدار 3 أيام، تبدو محسومة النتائج لجهة فوز السيسي (69 عاما)، بولاية ثالثة، أمام ثلاثة مرشحين غير معروفين على نطاق واسع من الجمهور.
ويخوض الانتخابات أمام السيسي ثلاثة مرشحين هم فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثل تيار يسار الوسط، وعبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد الليبرالي، وحازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري.
ووفقا للهيئة الوطنية للانتخابات، يحق لنحو 67 مليون مصري فوق سن 18 عاما التصويت من إجمالي من سكان مصر الذين يناهز عددهم 106 ملايين نسمة، ويعيش 60 بالمئة منهم حول خط الفقر.
وعند الساعة 14،30 بتوقيت غرينتش كان "5 ملايين" ناخب أدلوا بأصواتهم بالفعل، من بين 67 مليون مصري لهم الحق في التصويت، بحسب اللجنة العليا للانتخابات.
ويرى منتقدون أن الانتخابات "شكلية" بعد حملة قمع استمرت عشر سنوات على المعارضة، بينما وصفتها الهيئة العامة للاستعلامات، وهي الهيئة الإعلامية الحكومية، بأنها خطوة نحو التعددية السياسية.
وقال النائب البرلماني السابق، أحمد الطنطاوي، في حديث لموقع "الحرة"، إن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي انطلقت، الأحد، في مصر "محسومة"، ووصف عملية الاقتراع بـ"إجراءات لإعادة تنصيب الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي، لدورة ثالثة".
"مجرد إجراءات محسومة".. الطنطاوي يعلّق على العملية الانتخابية في مصرقال النائب البرلماني السابق، أحمد الطنطاوي، في تصريحات خاصة لموقع "الحرة"، إن الانتخابات الرئاسية المصرية التي انطلقت، الأحد، في مصر "محسومة"، ووصف عملية الاقتراع بـ"إجراءات لإعادة تنصيب الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي، لدورة ثالثة".
وتواصل موقع "الحرة" مع المستشار محمود فوزي، مدير الحملة الانتخابية للسيسي للرد على ما ذكره الطنطاوي، لكن لم نتحصل على تعليق.
وسيمنح الفوز السيسي ولاية مدتها ست سنوات تتمثل الأولويات العاجلة خلالها في ترويض التضخم شبه القياسي ومعالجة النقص المزمن في العملة الأجنبية ومنع اتساع رقعة الصراع في غزة بين إسرائيل وحركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى".
وتتصدر المشكلة الاقتصادية الاهتمامات في بلد يواجه أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، مع معدل تضخم يلامس 40 بالمئة وعملة محلية فقدت 50 بالمئة من قيمتها ما أدى الى انفلات الأسعار.
من الاقتراع إلى الفرز وإعلان النتائج.. كيف ينتخب الرئيس المصري؟بدأ المصريون في الداخل، الأحد، الإدلاء بأصواتهم، بعد أن انتهى تصويت المصريين المقيمين خارج البلاد، الأسبوع الماضي، حيث تمتد عمليات الاقتراع لثلاثة أيام قبل الإعلان عن النتائج بعد نحو أسبوع.
ويرى مصريون مؤيدون للرئيس المصري، أن السيسي هو "مهندس عودة الهدوء الى البلاد بعد الفوضى التي أعقبت ثورة العام 2011 وإسقاط حسني مبارك".
وفي عام 2014، حقق السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، فوزا ساحقا متوقعا في الانتخابات الرئاسية، وفاز بنسبة 96.9 بالمئة من الأصوات، ولكن نسبة الامتناع عن المشاركة بلغت 53 بالمئة، وفق وكالة "فرانس برس".
وفي مارس 2018، أعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية بأكثر من 97 بالمئة من الأصوات.
وبعد ذلك أدخل السيسي تعديلا دستوريا لتصبح ولايته الثانية ست سنوات بدلا من أربع وتمكن من الترشح لولاية ثالثة.