• الساعة الآن 07:42 PM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

بين مناسبات جماعة أنصار الله وأعياد شعب

news-details

تصر جماعة أنصار الله على اعتبار نفسها سلطة شعب، وفي نفس الوقت تصر على تطويع ذلك الشعب بأدبياتها كجماعة.

مقارنة مع حزب الله في لبنان، المهيمن بدوره على الدولة هناك إلى حد كبير، نجد أن مناسبات الحزب تظل منحصرة بأعضائه ولا شأن للدولة اللبنانية به، فهو يحتفل بيوم الولاية ويقيم عزاء سنويا لمقتل الحسين ويحرص على إحياء كل مناسباته الخاصة، لكن داخل أجواء جماعته ودون أن يصدرها إلى خارجها ويفرضها على غيره.

على العكس من ذلك، ترى جماعة أنصار الله أن استدعاء مناسباتها وفرضها على الشعب اليمني يزيد من تعزيز وجودها كسلطة ومن تقريب الشعب إليها أكثر فأكثر.

ولأن غالبية مناسباتها تعتمد التقويم الهجري، فإن انفصاما من الزمن يكونوا قد حدث عند اليمنيين بحيث لم يعودوا يعرفون أين يضعون أقدامهم وأين هم من كل ما يحدث.

على مدى العقود الأخيرة، ظل لدى الشعب اليمني أربع مناسبات في أربعة أشهر، يعتبرونها كما لو كانت أشهرا حرما، ثلاثة منها متتالية (سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر)، وشهر فرد (مايو). جاء أنصار الله فحشروا مناسبة لهم في أهم تلك الأشهر بالنسبة لليمنيين (سبتمبر). لم يكن ثمة مانع من ذلك، طالما أن ثورتهم الجديدة هي امتداد وإصلاح مسار للثورة الأم. كان المفترض أن ذلك هو منطق الأنصار. لكن إذا باليمنيين يجدون أن أنصار الله قد جعلوا من سبتمبر شهر ثورتهم بامتياز ولم يعد ثمة من ذكر فيه للثورة الأم إلا بشكل خجول يتمثل في إيقاد شعلة وإلقاء خطاب. أما عيد ثورتهم فيتم إيقاد وتسخير كل شيء له. وبما أن أدبياتهم لا تعترف أصلا إلا بالتقويم الهجري، فقد أصروا على أن يكون الحادي والعشرين من سبتمبر هو الثابت الذي لا يتغير ولدرجة أنهم قد يلغون معه كل أيام السنة.

وسواء كان ذلك عمدا أم صدفة، فقد تركت مزاحمة أنصار الله للشعب اليمني في شهر ثورته الأكبر ندبة في الزمن تزداد عاما بعد آخر.

ويبدو أن اكتراثهم لثورتهم ليس إلا للقفز من خلالها على ثورة السادس العشرين من سبتمبر إلى الرابع عشر من أكتوبر ثم إلى الثلاثين من نوفمبر، والتي تحل مناسبتها بعد يومين. لكن حتى هذه ليسوا معنيين معها إلا بما يبقي على الشكليات، وإلا فإنه فور انتهائهم من مناسبتهم الميلادية كسلطة، يعودون إلى مناسباتهم الهجرية كجماعة لا تخرج عن أدبياتها الخارجة من جبة المذهب.

شارك الخبر: