• الساعة الآن 06:24 PM
  • 0℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أنصار الله ولعنة إيران

news-details

 
عقدة قد تتحول إلى لعنة، ذاك هو حال أنصار الله مع إيران. فمع كل محاولاتهم الحثيثة إثبات استقلالية قراراتهم، خصوصا الأخيرة المتعلقة بموقفهم من العدوان على غزة، ومع كل عملية يقومون بها نصرة للفلسطينيين، يتشبث المزاج الدولي العام بالرواية ذاتها: إيران وأدواتها في المنطقة.
حاجة أنصار الله إلى نسبة أعمالهم إليهم أصبحت طاغية في الأيام الأخيرة بحيث لم يعودوا يطيقون سماع كلمة اسمها إيران. حتى التغني بالقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني سكت كثيرا عن صفحات ناشطي وإعلاميي الجماعة، ولم يعد كما كان الحال عليه في السابق. 
ربما لوحظ ذلك منذ أعلن الكاتب والسياسي في أنصار الله محمد المقالح أن التغني بأبطال يمنيين كأبو حرب الملصي أفضل وأكثر جدوى بالنسبة لليمنيين من التغني ببطل ليس يمنيا حتى لو كان بحجم سليماني.
لكن الأمر أصبح عن أنصار الله يثير نزعة ذات خصوصية، لاسيما وأنهم يرون أنفسهم قد اتخذوا موقفا من الكيان الصهيوني لم تتخذه إيران نفسها، وبالتالي من الضيم أن يظل العالم ينظر إليهم كأداة لإيران.
يكتب القيادي والإعلامي نصر الدين عامر رئيس وكالة سبأ التابعة لسلطة صنعاء تغريدة ظاهرها السخرية ممن سماهم "طابور التطبيع"، وباطنها الضيق ذرعا بنسبة كل عمل تقوم به جماعته لإيران.
يقول ‏نصر الدين عامر إن "طابور التطبيع كل عمل عظيم ينسبونه لإيران"، مضيفا: "والله ما احد يخدم إيران أكثر منهم".
في تصريح لإحدى القنوات الإعلامية، يقول مسؤول إيراني إنه "إذا تفاقم الوضع في غزة قد يدخل 500 ألف يمني إلى فلسطين".
مثل هكذا عبارة لا شك أنها أخرجت الكثير من قيادات أنصار الله عن طورهم، لكن مقام الحال لا يسمح بالرد رسميا. إنما ستجد من ناشطيهم وإعلامييهم، بل وحتى من قيادات الصفوف التالية للصف الأول من يستهجن تصريح المسؤول الإيراني والذي قد لا يكون قصد به سوى الإشادة لا الإساءة بطبيعة الحال، لكن نفسية الأنصار هي من التوتر بحيث لا تسمح بالمزيد منه.
الصحفي الموالي للجماعة مجدي عقبة يقول إن ‏التصريحات الإيرانية تذكره "بهذاك اللي سلف صاحبه البدلة يلبسها في عرسه كان يجلس شويه ويقله خذ راحتك البدلة بدلتك، وكلما حاول صاحبه يغير الموضوع يرجع له لا تقلق عادي حتى لو تتعطف معي كاوية"، في إشارة إلى أن إيران قدمت السلاح للأنصار وراحت تسوطهم بالغمز واللمز.
يرد الناشط محمد أحمد على تغريدة عقبة بالقول إن "مثل هذه التصريحات ومن أكثر من مسؤول إيراني أعتبرها مستفزة وغير حصيفة وتعزز رأي الطرف الآخر حول إيران وأذرع إيران".
ويضيف: "أستحضر هنا تغريدة للأستاذ محمد المقالح يتساءل فيها لماذا تصر إيران معاملتنا كالحشد الشعبي وليس كحزب الله على الأقل".
أما القيادي الأمني عبد الرحمن الخزان فعبر عن استيائه من تصرح المسؤول الإيراني قائلا: "قلنا لكم جالسين (أي الإيرانيين) يستغلوا الموقف اليمني مقابل مصالحهم الشخصية. المشلكة ان الامريكان بيصدقوهم انهم هم المحركين لنا".
يضيف الخزان في تغريدة أخرى :"‏يا رجال لا أحد يكون يصدق للتصريحات الايرانية حين يستفزون اعداءهم باليمن فقد كان اول تصريح لهم عقب ثورة 21 سبتمبر مباشرة قالوا صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط بيد إيران ومنذ ذلك الحين إلى اليوم وهم يدقوها".
ويؤكد أن وصاية الإيرانيين قد تكون "على امريكا واسرائيل، اما اليمن والله والله لا وصاية عليه من احد، فكل قراراته يمنية".
‏ولا ينسى الخزان أن يقص على قرائه حلما مفاده: "حلمت ان ايران عرضت ملفها النووي على الاستاذ محمد عبدالسلام ليخرجهم إلى طريق هم والامريكان"، في محاولة منه للقول بأن جماعته هم المتفضلون على إيران لا العكس.

شارك الخبر: