شهر بأكمله من العمل الحثيث وافتتاح المشاريع والزيارات التي لم تتوقف. إنه سبتمبر، شهر المشاريع المشاطية الكبرى، وآن له بعدها للمشاط أن يستريح قليلا. صحيح أن المرحلة تقتضي منه يقظة كبيرة، لكن للمرء أن يتخيل عناء منصب رئيس جمهورية.
أكثر من خمسة آلاف مشروع تم افتتاحها في ظرف مدة قياسية، ومن صنعاء إلى عمران فالمحويت فالحديدة فريمة فتعز فإب فالبيضاء فذمار والعودة... كل هذا ليس بالأمر الهين، فيما محمد علي الحوثي يكتب تغريداته واضعا رجلا على رجل ليظفر بأكبر عدد من اللايكات وعلامات القلب.
يحيى سريع هو الآخر يصعد ليلقي هذا البيان أو ذاك ويستريح حتى يحين موعد بيان جديد، ولا يعود الحديث إلا عن بياناته هو، لدرجة أنهم نسوا رئيس مجلس سياسي أعلى اسمه المشير مهدي المشاط وأنه في آخر خطاب له فتح على الصهاينة باب جهنم.
يفطن نصر الدين عامر للأمر، فيقوم بتذكير الجميع بأن ثمة قائدا أعلى للقوات المسلحة اسمه المشير المشاط. ينزل على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي آخر صورة للمشاط وهو بكامل زيه وهندامه العسكريين ينظر نحو الأفق نظرة ثقة وانتصار، على الرغم من كون النظارة تحجب كثيرا من بريق عينيه.
وبعيدا عن علامات البوبجي التي يتقلدها ولي العهد البحريني، تبدو النياشين والأوسمة التي يتقلدها المشاط صحيحة مائة في المائة، كما أن القيافة في كامل حضورها على الدوام، وعلم الجمهورية التي يتولى رئاستها منسدل من على كتفه الأيمن نحو الأسفل، منبئا في الوسط عن كرش بدأ يتكور ويفصح عن عجول بالعشرات تم التهامها على حين تقشف وغفلة من الناس.
يبدو الوجه طريا هو أيضا كما لو أنه خرج للتو من المصنع، فلا تجويفات ولا نتواءات ولا بروز لعظام الشدقين أو عروق الصدغين، بل كل شيء ينبئ عن حالة رخاء يعيشها الشعب فتنعكس على وجه قائده الأعلى، أو قائده ما بعد الأعلى بدرجة.
لا قلق حول مسألة التغييرات الجذرية، فالمشاط ومدير مكتبه أحمد حامد قائمان بها على قدم وساق، بل إنهما من العمل الدؤوب والشغل المكثف والاعتكاف المتواصل على دراسة ملفات المتقدمين لرئاسة وعضوية الحكومة الجديدة.