تتوالى الردود الدولية المرحبة بالاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحماس، فجر الأربعاء، بشأن هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام في غزة، والإفراج عن مختطفين لدى حماس.
ورحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وبريطانيا ومصر والأردن، بالاتفاق الذي يقضي بوقف القتال أربعة أيام، للسماح بإطلاق سراح 50 مختطفا في غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، وكذلك دخول مساعدات إنسانية للقطاع المحاصر.
وعبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، في منشور على أكس، عن "ترحيبه" بالاتفاق، وقال: "أنا سعيد لأن هذه الأرواح الشجاعة، التي عانت من محنة لا توصف، سيتم لم شملها مع عائلاتها بمجرد تنفيذ هذه الصفقة بالكامل".
وتوجه الرئيس الأميركي بالشكر لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، "على مساهمتهما الحاسمة في التوصل إلى هذا الاتفاق".
من جهتها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، عن "ترحيبها الحار" بالاتفاق، مشيرة إلى أن "المفوضية ستبذل قصارى جهدها لاستغلال هذا التوقف (في القتال) من أجل زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وقالت، فون دير لاين، في بيان، "أتشارك فرحة العائلات التي يمكنها قريبا احتضان أبنائها مرة أخرى"، مضيفة "أنا ممتنة جدا لجميع أولئك الذين عملوا بلا كلل من خلال القنوات الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة للتوسط في هذه الاتفاقية"، داعية حماس إلى "الإفراج فورا عن جميع المختطفين والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم بأمان".
بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا "ترحب" باتفاق الهدنة، مشددة على أن "هذا ما دعت إليه روسيا منذ بداية التصعيد في النزاع".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية "نرحب بالهدنة المؤقتة، ونأمل أن تساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية".
ووصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الاتفاق بين إسرائيل وحماس بـ"الخطوة الحاسمة".
وقال المسؤول البريطاني، "نحث جميع الأطراف على ضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل".
ورحب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بالتوصل إلى اتفاق الهدنة الذي تم بوساطة مصرية قطرية أميركية بعد شهر ونصف الشهر على بدء الحرب المستعرة بين الجانبين.
وأفاد بيان صادر عن الرئاسة المصرية "أُعرب عن ترحيبي (...) في الوصول إلى اتفاق"، مؤكدا استمرار الجهود "من أجل الوصول إلى حلول نهائية".
وعبر الأردن، الأربعاء، عن أمله في أن تكون الهدنة الإنسانية في غزة خطوة نحو إنهاء الحرب ووقف استهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا.
وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته رويترز إنها تأمل في أن يسهم الاتفاق "في تأمين وصول المساعدات الإنسانية الكافية لمناطق القطاع كافة، وبما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار ويضمن بقاء أهالي غزة في أماكن سكنهم".
ورحب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأربعاء، بالاتفاق الإنساني الذي تم التوصل إليه، داعيا إلى حلول أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ فترة طويلة.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، في منشور على أكس: "الرئيس محمود عباس والقيادة ترحب باتفاق الهدنة الإنسانية، وتثمن الجهد القطري المصري الذي تم بذله، ونجدد الدعوة للوقف الشامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ الحل السياسي المستند للشرعية الدولية وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وسيادته".
في السياق ذاته، قالت، كاثرين كولونا، وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية، الأربعاء، إن باريس تأمل أن يتم إطلاق سراح ثمانية من مواطنيها يعتقد أنهم محتجزين لدى حماس بعد اتفاق الهدنة.
وقالت كولونا، لإذاعة فرانس إنتر "نأمل أن يكون هناك فرنسيون ضمن أول دفعة من الرهائن الذين سيطلق سراحهم".
وصوتت الحكومة الإسرائيلية، صباح الأربعاء، لصالح اتفاق مع حماس يقضي بالإفراج عن المختطفين الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.
وأكدت قطر توصل إسرائيل وحماس لاتفاق على "هدنة إنسانية" مدتها أربعة أيام قابلة للتمديد تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال الذين تحتجزهم في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح "عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين" المسجونين في إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الهدنة "سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد".
وأضافت أن اتفاق التبادل يشكل المرحلة الأولى "على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق".
وتابعت أن "الهدنة ستسمح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية".
وأكدت قطر "استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، وتثمن بهذا الصدد الجهود التي بذلتها مصر والولايات المتحدة الأميركية في دعم جهود الوساطة وصولا إلى هذا الاتفاق".
من جانبها، رحبت حركة حماس بالتوصل إلى الاتفاق، وأوضحت أنه سيتم وقف إطلاق النار من الطرفين ووقف كل الأعمال العسكرية للجيش الإسرائيلي في كافة مناطق قطاع غزة ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح أربعة محتجزين فقط وهم الأميركيتان جوديث رعنا (59 عاما) وابنتها ناتالي رعنا (17 عاما) في 20 أكتوبر "لأسباب إنسانية" والإسرائيليتان نوريت كوبر (79 عاما) ويوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) في 23 أكتوبر.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 14 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة ما يزيد على 33 ألف شخص، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء.