لا يزال جنوب لبنان مسرحا لمواجهات دامية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والتي اندلعت غداة شن حركة حماس هجومها "طوفان الأقصى" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
لكن في ظل تصاعد حدة الاشتباكات والقصف المتبادل بين الدولة العبرية والجماعة الشيعية المدعومة من إيران، وأيضا الدور الذي تلعبه الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان، حذر رئيس بعثة قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال أرولدو لاثارو من "احتمال وقوع أعمال قتالية أوسع نطاقا وأكثر حدة"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست في مقال لها الأحد مخاوف لبنانيين، يعيشون في الجنوب من أن الحرب باتت فعلا تدق أبوابهم. فمن مدينة صور الساحلية، قال سامي رزق وهو صياد: "نريد السلام ونريد الطعام على طاولتنا.. لا نريد الحرب". كما قالت ريتا الدرويش التي فرّت قبل ستة أسابيع من قريتها الحدودية بسبب القصف المتبادل، وهي من بين أكثر من 14 ألف نازح لجأوا إلى صور إن "الأمر خطير للغاية"، حسبما أضافت واشنطن بوست، محذرة من اندلاع حرب أكبر.
هذا، وقالت المنظمة الدولية للهجرة في آخر إحصاء نشرته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، إن عدد النازحين من الجنوب اللبناني منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، هو 46 ألفا و325 شخصا.
وفيما يتواصل تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية للبنان، أعلنت شركة "ألفا" للاتصالات الخلوية الأحد أن إحدى محطاتها تعرضت لتدمير جزئي نتيجة قصف إسرائيلي، ما أدى إلى تعطل خدماتها في عدة بلدات بالجنوب.
واستهدفت غارة إسرائيلية السبت مصنع ألمنيوم بجنوب لبنان يقع على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود، وفق وكالة الأنباء اللبنانية. وتعد هذه ضربة نادرة في عمق الجنوب اللبناني منذ بدء التصعيد الذي غالبا ما يقتصر على تبادل قصف حدودي. في المقابل، أعلن حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية وإسقاطه مسيّرة إسرائيلية من نوع "هيرميس 450" بواسطة صاروخ أرض جو.
ويعد تبادل النيران هذا أكثر أعمال العنف على الحدود المشتركة دموية منذ أن خاض حزب الله وإسرائيل حربا استمرت شهرا في 2006. فمنذ تفجر النزاع، قُتل أكثر من 70 من مقاتلي الحزب و10 مدنيين في لبنان، كما قُتل 10 أشخاص بينهم سبعة جنود في إسرائيل، وفق وكالة رويترز.
"بيروت قد تلقى مصير غزة"
وعزّز المخاوف والتحذيرات من تحول المواجهات الحدودية بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب شاملة جديدة، تهديد أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني، بأن بيروت يمكن أن تلقى المصير نفسه لقطاع غزة.
وقال غالانت خلال زيارته المنطقة الحدودية شمالا: "ما يمكننا القيام به في غزة يمكننا أيضا القيام به في بيروت"، مضيفا: "إذا ارتكب (حزب الله) أخطاء مماثلة هنا، فإن أول من سيدفع الثمن سيكونون المواطنين" اللبنانيين. وتابع أن "حزب الله يجر لبنان إلى حرب قد تقع، ويرتكب أخطاء".
جاءت تلك التصريحات عقب إعلان الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن مقاتليه بدأوا خلال الأيام الماضية استخدام أسلحة جديدة ضد إسرائيل عدا عن إرسال مسيرات استطلاع إلى مناطق في عمقها.
ما هي ترسانة الأسلحة التي يملكها حزب الله؟
يعتبر حزب الله من الميليشيات الأكثر تسليحا في العالم، وهو بذلك من أقوى حلفاء إيران في "محور المقاومة" الذي يضم حركة حماس وفصائل عراقية ويمنية. وبلغة الأرقام، قال نصر االله إن لدى الحزب 100 ألف مقاتل.
ترتكز القوة العسكرية للحزب استنادا إلى بياناته وإلى مصادر أمنية وخبراء أسلحة وتقارير أكاديمية، وفق وكالة رويترز للأنباء، على ترسانة هائلة من الصواريخ. ويعتقد خبراء أن الجماعة الإسلامية الشيعية ربما تمتلك حاليا أكثر من 100 ألف صاروخ.
كما يقول الحزب إن لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل. الكثير من تلك الصواريخ غير موجهة، لكن الحزب لديه أيضا صواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة وصواريخ مضادة للدبابات وللطائرات وللسفن.
يقول خبراء أيضا إن إيران -الداعمة والموردة الرئيسية للأسلحة لحزب الله- ترسل الأسلحة برا عبر العراق وسوريا، وكلاهما تتمتع فيها طهران بعلاقات وثيقة ونفوذ. فالكثير من أسلحة الحزب هي نماذج إيرانية أو روسية أو صينية.
القوة الصاروخية... من كاتيوشا إلى "زلزال" و"بركان"
شكلت الصواريخ غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في الحرب الأخيرة مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلقت الجماعة نحو أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها من طراز كاتيوشا روسية الصنع يصل مداها إلى 30 كيلومترا.
ويمتلك حزب الله أيضا أنواعا من الصواريخ الإيرانية الصنع مثل "رعد" و"فجر" و"زلزال"، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ الكاتيوشا.
وبالنسبة إلى الكاتيوشا، كشف تقرير صادر عام 2018 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، بأن حزب الله يمتلك أنواعا مختلفة من هذا النوع من الصواريخ، يتراوح مداها بين أربعة و40 كيلومترا، وأضاف أن صواريخ "فجر 3 و5" يتراوح مداها ما بين 43 و75 كيلومترا، أما صواريخ رعد فيتراوح مداها ما بين 60 و70 كيلومترا.
وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ 2006 هو التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها. والعام الماضي، قال إن حزب الله لديه القدرة على تزويد آلاف الصواريخ بأنظمة توجيه لجعلها صواريخ دقيقة.
يضع هذا مزيدا من الأراضي في إسرائيل ضمن نطاق ضربات الحزب. ويقول الخبراء إنه قد يمّكن الجماعة من ضرب أهداف أكثر تحديدا مثل البنية التحتية الحيوية والمواقع العسكرية.
والإثنين، أفادت قناة المنار بشن الحزب قصفا على ثكنة برانيت الإسرائيلية باستخدام صاروخين من طراز بركان. وقالت الوسيلة الإعلامية التابعة للحزب: "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييدا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 8:00 من صباح يوم الإثنين 20-11-2023 ثكنة برانيت مركز قيادة الفرقة 91 بصاروخي بركان من العيار الثقيل وتمت إصابتها إصابة مباشرة".
ووفق وكالة رويترز، تتراوح حمولة صاروخ "بركان" المتفجرة ما بين 300 إلى 500 كيلوغرام.
الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات
أقحم حزب الله الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب 2006. ونشر صواريخ موجهة مجددا في الجولة الأحدث من القتال، وقصف مواقع إسرائيلية على الحدود. وقالت تل أبيب خلال التصعيد الأخير إنها ردت على صواريخ مضادة للدبابات.
ونشر حزب الله مقاطع مصورة لما يقول إنها ضربات مباشرة أصابت دبابات إسرائيلية ومركبات عسكرية أخرى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتظهر المقاطع أيضا ضربات موجهة على منشآت عسكرية على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
كما أعلن حزب الله يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول بأنه أسقط طائرة إسرائيلية مسيّرة بجنوب لبنان بصاروخ أرض جو، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن واقعة كتلك. ولم يصدر تعليق من إسرائيل على ذلك الإعلان، لكن في اليوم السابق قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط عملية إطلاق صاروخ أرض جو باتجاه طائرة إسرائيلية مسيّرة، وإنه رد بضرب مكان إطلاق الصاروخ. ولم يكشف عن الموقع.
وسبق أن قال خبراء إن حزب الله لديه صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف في ترسانته.
وقال أحد المصادر المطلعة لرويترز إن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات كان إحدى الخطوات العديدة التي اتخذها حزب الله، للحد من خسائره والتصدي للطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي تهاجم مقاتليه في التضاريس الوعرة وبساتين الزيتون على الحدود.
في نفس السياق، قالت الباحثة من مركز "كونترول ريسكس" دينا عرقجي لوكالة الأنباء الفرنسية: "منذ حرب 2006، وسّع حزب الله بشكل كبير ترسانته لناحية الكمية والنوعية"، مشيرة إلى أنه كان يمتلك 15 ألف صاروخ حينها، لكن التقديرات اليوم تبين أن "العدد تضاعف نحو عشر مرات"، وبات يمتلك أسلحة "متطورة أكثر" بينها صواريخ دقيقة.
في سبتمبر/أيلول 2018، أعلن حزب الله أنه يمتلك صواريخ دقيقة لطالما حذرت إسرائيل منها، ما يتيح له وفق عرقجي، "ضرب أهداف بدقة أكبر وهامش خطأ أقل". وفي أغسطس/آب، قال نصر الله إن حزبه يحتاج إلى "بضعة صواريخ دقيقة" لتدمير لائحة أهداف بينها مطارات مدنية وعسكرية، قواعد سلاح الجو ومحطات توليد كهرباء ومياه، مجموعة من البنى التحتية ومصافي النفط، إضافة إلى "مفاعل ديمونا".
ويمتلك حزب الله صواريخ موجهة استخدمها في غالبية عملياته ضد المواقع الإسرائيلية الحدودية خلال التصعيد الأخير مع إسرائيل. وفي أغسطس/آب 2023، أعلن الحزب عن منصة مزدوجة للصواريخ الموجهة أطلق عليها تسمية "ثأر الله"، وهي عبارة عن منظومة أسلحة مضادة للدروع مؤلفة من منصتي إطلاق ومخصصة لرماية صواريخ "الكورنيت". وتتمتع، وفق الإعلام الحربي التابع للحزب، "بدقة إصابة الأهداف بتوقيت متزامن وتدميرها". ودخلت هذه المنظومة العمل في 2015.
كما يمتلك الحزب أنواعا مختلفة من صواريخ أرض-أرض غير الموجهة، والتي شكلت الجزء الأكبر من ترسانته في حرب 2006، وقد طوّرها تدريجيا، بينها صواريخ غراد.
واستخدم الحزب مؤخرا صواريخ أرض-جو ضد المسيّرات الإسرائيلية. وسبق أن هدد عام 2019 باستهداف المسيّرات الإسرائيلية، وظهر في شريط مصور نشره حينها سلاح أرض جو يُحمل على الكتف.
الصواريخ المضادة للسفن
أثبت حزب الله لأول مرة امتلاكه صواريخ مضادة للسفن في 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترا قبالة الساحل ما أدى لمقتل أربعة إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.
وبث الحزب منذ ذلك الحين مقاطع مصورة قال إنها تظهر المزيد من تلك الأسلحة التي استخدمت في 2006. وقال إن الأهداف المستقبلية يمكن أن تشمل البنية التحتية للغاز قبالة سواحل إسرائيل. وخسر حزب الله في تلك الحرب 263 مقاتلا عندما استهدفت إسرائيل مواقع في أنحاء لبنان في صراع دام أكثر من شهر. وبدأت الحرب عندما عبر مقاتلو الحزب الحدود واختطفوا جنديين إسرائيليين.
وقال مصدران مطلعان على ترسانة حزب الله إن الصواريخ الروسية القوية المضادة للسفن التي حصلت عليها الجماعة اللبنانية، تتيح لها وسيلة لتنفيذ التهديد المستتر الذي أطلقه زعيمها ضد السفن الحربية الأمريكية، وتسلط الضوء على المخاطر الجسيمة لأي حرب مقبلة. وحذر الأمين العام للحزب واشنطن من أن جماعته لديها ما تخبئه للسفن الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
ووفق رويترز، فقد قال المصدران المطلعان في لبنان إن نصر الله كان يشير إلى قدرات الجماعة الصاروخية المضادة للسفن والمعززة بشكل كبير والتي تتضمن الصاروخ ياخونت الروسي الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر. وتشير تقارير وسائل الإعلام والمحللين منذ سنوات إلى أنه حصل على صواريخ ياخونت في سوريا بعد نشر مقاتليه هناك منذ أكثر من عشر سنوات لمساعدة الرئيس بشار الأسد في حرب على المعارضة.
وفيما لم يؤكد حزب الله قط امتلاكه لهذا السلاح، قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين ومسؤول أمريكي سابق إن الجماعة اللبنانية قد بنت مجموعة مثيرة للإعجاب من الأسلحة التي تتضمن صواريخ مضادة للسفن.
في 2019، نشر حزب الله شريط فيديو بيّن فيه امتلاكه لصواريخ 802-C (سي 802) و704-C (سي 704) المضادة للبوارج والسفن العسكرية. وقد يكون يمتلك صواريخ أكثر تطورا.
الطائرات بدون طيار
كذلك، يمتلك حزب الله مسيّرات من أحجام مختلفة منها طائرات تجسس، قال نصر الله إنها تصل منذ بدء التصعيد الأخير إلى مناطق في عمق إسرائيل، وأخرى "هجومية" يمكن تحميلها بذخائر. وأعلن نصر الله عن استخدام المسيّرات "الهجومية الانقضاضية" لأول مرة في لبنان.
ويستخدم الحزب طائرات بدون طيار يقول إنها تشمل طائرات "أيوب" و"مرصاد" التي يتم تجميعها محليا، غالبا في مهمات استطلاعية. لكن من الممكن تزويد هذه المسيّرات بحمولة صغيرة من الذخائر.
ويقول الخبراء إن الطائرات المسيّرة، التي يمكن إنتاجها بسعر رخيص وكميات كبيرة، يمكن أن تستخدم بهدف استنزاف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي (القبة الحديدية).
واتهمت الدولة العبرية إيران في سبتمبر/أيلول ببناء مهبط طائرات في جنوب لبنان يمكن استخدامه لشن هجمات. وقال مصدر غير إسرائيلي مطلع على الموقع لرويترز إنه يمكن أن يستوعب طائرات مسيرة كبيرة، قد تكون مسلحة، بناء على تصميم إيراني.
منظومة خرداد-15 الإيرانية وبانتسير الروسية
في نفس السياق، أشار معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير نشره في 15 نوفمبر/تشرين الثاني تحت عنوان "احتمال توسيع إيران محور دفاعها الجوي في لبنان وسوريا"، إلى أن طهران تضاعف جهودها لتزويد حزب الله وغيره من حلفائها في المنطقة بأنظمة دفاع جوي متقدمة، ما قد يؤثر على الحسابات الإسرائيلية والأمريكية في حرب غزة وما بعدها.
ووفق المعهد الأمريكي فإن ميليشيات ربما تتدرب في دير الزور السورية على استخدام المنظومة الإيرانية للدفاع الجوي خرداد-15 ذات الصواريخ المتوسطة إلى طويلة المدى، والتي تشبه منظومة باتريوت الأمريكية. وأضاف نفس المصدر أن وجهة هذه المنظومة "النهائية غير معروفة"، وبأنها "قادرة على الاشتباك مع ما يصل إلى ستة أهداف بحجم الطائرات الحربية في وقت واحد من مدى 120 كيلومترا".
كما تابع نفس التقرير بأن حزب الله قد يكون من بين المستفيدين من هذه المنظومة، وقال "إن احتمال إدخال منظومة متطورة مثل خرداد-15 إلى جنوب لبنان أو جنوب غرب سوريا أمر مثير للقلق بصورة خاصة في ظل السياق الحالي للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وتوسع رقعة الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله، ومحاولات الجيش الأمريكي ردع الضربات المتزايدة من جانب الميليشيات السورية والعراقية". وقال نفس المصدر: "من الناحية النظرية، سيعزز وجود المنظومة جهود وكلاء إيران لمواجهة العمليات الجوية الإسرائيلية بشكل ملحوظ على طول المناطق الحدودية أو في عمق لبنان وسوريا، خاصة إذا تم إقرانها بنظام دفاع نقطي مثل "بانتسير"، والذي تفيد بعض التقارير إن مجموعة فاغنر الروسية تخطط لتسليمه إلى حزب الله".
لكن الكرملين نفى مؤخرا تقريرا نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن المخابرات الأمريكية تعتقد أن مجموعة فاغنر تعتزم تزويد حزب الله بمنظومة دفاع جوي. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ردا على التقرير الذي نقل عن مسؤولين أمريكيين لم يسمهم القول إن المخابرات الأمريكية تعتقد أن فاغنر تخطط لمثل هذه الخطوة: "قلنا بالفعل إنه بحكم الأمر الواقع هذه المجموعة (فاغنر) غير موجودة".
وقالت الصحيفة إن فاغنر تعتزم مد حزب الله بمنظومة بانتسير-إس1 المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم إس.إيه-22، التي تستخدم صواريخ مضادة للطائرات وأسلحة دفاع جوي لاعتراض الطائرات.
هذا، وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن قدرات حزب الله حاليا تقتصر على "المدافع المضادة للطائرات قصيرة المدى، ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة مثل منظومتي ستريلا-3 وإيغلا-1 الروسيتي الصنع، ومنظومة "ميثاق" الإيرانية (نسخة من الصاروخ الصيني كيو دبليو -")، وما يُعرف بصواريخ كروز من طراز البند 358 للدفاع الجوي، وهي تسمح له بالاشتباك مع الأهداف الجوية.
وقال نفس المصدر إن تصميم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية يحرص عادة على "سهولة التشغيل"، بما في ذلك منظومة "15 خرداد"، مشيرا إلى احتمال أن "تتمكن مجموعة من الطواقم والمستشارين الفنيين الإيرانيين وحزب الله والسوريين وربما العراقيين من تشغيلها بفعالية على المدى القريب".
المقاتلون وشبكة الأنفاق
أعلن حسن نصر الله في 2021 بأن لدى حزبه 100 ألف مقاتل مدربين ومسلحين، لكن خبراء يرون أن العدد مبالغ به. حيث أشارت دينا عرقجي بشكل خاص إلى قوة "الرضوان" التي تعد قوة النخبة في الحزب من حيث الجهوزية ونوعية السلاح.
ومنذ 2006، ليس لحزب الله أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، بموجب القرار 1701 الذي منع أي تواجد مسلح في المنطقة، باستثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
إلا أنه شيّد مخابئ وأنفاقا يتحرك عناصره فيها، بعضها عابر للحدود. وأعلنت إسرائيل في نهاية 2018، تدمير أنفاق اتهمت الحزب بحفرها عبر الحدود. وتقول عرقجي إن الأنفاق استراتيجية قديمة يتبعها حزب الله، مرجحة أن تكون الشبكة "واسعة النطاق".