سباق وتنافس بين بعض قيادات أنصار الله على الظهور إعلاميا، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو على القنوات الإعلامية.
الكل يريد الظهور، والكل يريد أن يكون هو صاحب الامتياز في الصورة والبيانات والمواقف. لكن المسألة عند عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي قد تأخذ شكلا مختلفا، حيث يريد أن يكون هو المتحدث الحصري في كل صغيرة وكبيرة.
على سبيل المثال، يحدث له أن يتحدث في موضوع من اختصاص رئيس المجلس مهدي المشاط، كما يحدث له أن يدلي بتصريح من اختصاص رئيس الوفد المفاوض محمد عبد السلام. وهكذا لا يعود ثمة حرج عنده في أن يصبح حتى المتحدث العسكري يحيى سريع. ولولا أن رأسه أكبر مقاسا من أي بُريه، ناهيك عن كون الزي العسكري سيجعله يبدو مضحكا، لتخلى عن زيه الشعبي وظهر على الدوام برتب مرصوصة على كتفه العريض ستتعدى رتبة المشاط نفسه.
في ثقافة اليمنيين اليومية، تعد سيارات "البيجو" أكثر السيارات جلبة وحبا للزحمة، فهي تزاحم على الدوام حتى لو لم يكن هناك أي سيارات على الشارع سواها. ويبدو أن محمد علي الحوثي أصبح سيارة بيجو هو أيضا، هكذا يصفه كثيرون.
يصعد سريع، أمس، ببيان عن احتجاز سفينة اسرائيلية في عرض البحر الأحمر. يحتفي آلاف الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بالبيان، فينزلونه على صفحاتهم مرفقا بصورة سريع، فضلا عن قنوات الإعلام محليا وإقليميا ودوليا.
بالنسبة لعدد من قيادات أنصار الله، خصوصا أولئك الذين لا يريدون لأحد أن ينافسهم إعلاميا، قد تزعجهم صورة يحيى سريع وهي تُتداول لدرجة تطغى حتى على صور زعيم الجماعة بنفسه عبد الملك الحوثي.
يوحي محمد علي الحوثي لذبابه الإلكتروني بأن الأمر زاد عن حده، بحيث لم يعد الحديث إلا عن سريع وبطولاته. وعلى الفور يقوم بنبش أرشيفه الصوري بحثا عن صور له على علاقة بالبحر ليرفدهم بها فيربطوها بالحدث.
في إحدى الصور يبرز رأس محمد علي الحوثي بشكل طاغ في البحر ولدرجة أن العين قد تعتقده في بداية الأمر "معومة" تائهة. يتم تداول الصورة على نطاق واسع وبتعليقات مختلفة حسب خيال هذا الناشط أو ذاك. يصبح هو من اعترض بجسده السفينة الصهيونية واقتادها إلى الميناء.
يعثرون له بدورهم عن صورة وهو على الشاطئ ساهما وغارقا بأفكاره، فيفكرون بتعليق لائق على لسانه: يا ألله حوّل بسفينة!
يروقه التعليق فيرفدهم بصورة أخرى وهو بزي الضفادع البحرية فيبدو كالفقمة، لتأتي التعليقات بسخاء أيضا: لك الله يا أبو أحمد لقد فعلتها!