يضيق بعض سياسيي وناشطي أنصار الله ذرعا بتصريحات الإيرانيين حول الأحداث في غزة. يصفونها بالباعثة على القرف والالتواء المعوي، وهي تهدد على الدوام بعدم السكوت إذا ما تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء.
ومع كل تصريح تخرج به وزارة الخارجية الإيرانية أو الحرس الثوري أو فيلق القدس، لا يعود باستطاعة قيادات وناشطين وسياسيين في أنصار الله أن يخفوا تذمرهم الذي قد يتحول إلى سخرية، متسائلين عن ماهية تلك الخطوط الحمر التي تتحدث عنها إيران، فيما إسرائيل لم تترك حرمة إلا وانتهكتها في قطاع غزة.
القيادي علي عبد العظيم الحوثي، المقرب من مكتب زعيم الجماعة في صعدة، يكتب تغريدة قبل قليل عن تهديدات الحرس الثوري الإيراني، فيتساءل متى.
يقول الحوثي: "الحرس الثوري يهدد: سنطلق الصواريخ مباشرة نحو حيفا ونحرق الأمريكيين بالنار"، فيردف تساؤله: "متى متى متى؟! لقد هرمنا".
الناشط مجدي عقبة صرح بدوره عن موقفه من التصريحات الإيرانية، معتبرا أنها تأتي من باب المزايدة لا أكثر.
يقول عقبة: "يشهد الله ان التهديدات الإيرانية بتدي لي الغاثي. كذب ومزايدة مفضوحة نفس أسلوب محمد العرب".
يعلق عليه الناشط محمود شرف الدين قائلا: "منذ 7 اكتوبر وهم يهددون، لكن الان بعد ان يستلموا العشرة مليار دولار سيصمتون"، في إشارة إلى ما يتم تداوله عن صفقة بين إيران والولايات المتحدة.
يقدم الناشط فؤاد زيد الكبسي مقترحا يراه أكثر جدوى من "بقبقة الإيرانيين" حسب توصيفه.
يقول الكبسي: "مادام الحرس الثوري مكونا مثل حزب الله وأنصار الله يعني ليس تحت غطاء شرعي مرتبط في الحكومة ولا تمر عليهم القوانين الدولية غير التصنيف هذه إرهابية أو غير ارهابية، أما العقوبات لا تمر فباستطاعتهم قصف إسرائيل وكل القواعد العسكرية الأمريكية في أي وقت متاح".
بحسب مراقبين، فإن حالة الاستياء والتذمر لدى أنصار الله من إيران ليست وليدة موقفها الحالي من غزة فحسب، بل قد تعود إلى شعور سابق يتملك طيفا واسعا منهم بأن هناك نوعا من الوصاية تمارسه إيران عليهم ولا بد من تجاوزه حتى يكون القرار قرارهم.
ويشير المراقبون إلى حادثة الوفاة الغامضة للسفير الإيراني لدى صنعاء حسن إيرلو في أواخر العام 2021.
ففي حين صرحت الخارجية الإيرانية وقتها أن إيرلو توفي بكورونا، إلا أنها وصفته بالشهيد، وهو ما جعل موقع كيهان يؤكد أن إيرلو قتل بغارة للتحالف.
لكن معلومات يتم تداولها على نطاق ضيق في صنعاء توحي بأن إيرلو قتل بحادثة إطلاق نار مدبرة خططت لها قيادات في أنصار الله للتخلص من الرجل، بعد أن أطلق لنفسه العنان ليصول ويجول متجاوزا منصبه كسفير، الأمر الذي جعل إيران تحجم عن تعيين سفير آخر لها في صنعاء بدلا عن إيرلو.