• الساعة الآن 01:13 PM
  • 28℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سلطة صنعاء "تغزغز" المواطنين

news-details

 

 

كلما فرح اليمنيون بكون بلدهم مشاركا في الدفاع عن فلسطين، كبتت حملات التبرع فرحتهم تلك وحولتها إلى غصة لا تكاد تبرح حلوقهم.

يبدو التبرع في اللغة أمرا طوعيا، لكنه قد يتحول عند سلطة صنعاء إلى حالة إجبارية تتجاوز اللغة والمنطق.

ومثلما أنه ليس من المنطق أن يكون هناك شيء اسمه تبرعات وفي نفس الوقت تكون تبرعات إجبارية، فإنه ليس من المنطق أيضا أن جماعة تخوض بأخلاق الفارس النبيل حربا مقدسة ضد العدو الصهيوني وتدك مضاجعه بصواريخها وتعلن عن استهداف سفنه في البحر الأحمر وباب المندب دفاعا عن الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت تظل تتعامل كسلطة جبايات فتتحدث عن تبرعات إجبارية.

هكذا يتحدث كثير من اليمنيين، في محاولة منهم لردم ما يمكن ردمه من خلل في المنطق واللغة على حد سواء.

من وجهة نظر أنصار الله، يبدو لا خلل، حيث اللغة والمنطق مطواعان بالنسبة لهم لدرجة أنهما يجعلان كل شيء في سياقه الصحيح.

لم تكد فرحة إطلاق أول صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إيلات تبلغ ليلتها، حتى باغتتها رسائل شركات الاتصالات بالتبرع للقوة الصاروخية. ولم تكد تخرج أول مظاهرة في صنعاء تنديدا بجرائم الاحتلال الصهيوني ضد السكان في غزة، حتى بادرت سلطة صنعاء إلى إعلان حملة تبرعات دشنها عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي بخلع ساعته من يده كأصدق ما يكون التبرع.

ولأن ساعة وجنبية محمد علي الحوثي هما عنوان سخائه في العادة، فإن التبرع هنا لا يعود طوعيا، فالرجل قد خلع ساعته ولم يعد أمام الآخرين إلا أن يخلعوا في المقابل أي شيء حتى لو كان قلوبهم ذاتها. أما الحديث عن محطات البنزين وشركات الصرافة التابعة لمحمد علي الحوثي فإن التبرع من أموالها لن يكون سوى رقم، وبالتالي قيمة خلع الساعة من يده مجدية أكثر.

يصرخ النائب في برلمان صنعاء أحمد سيف حاشد مذبوحا: "غزغزوني مائة ألف ريال قاتلهم الله"، في إشارة إلى تبرع إجباري فرض على أعضاء المجلس باسم غزة، فيرد عليه ناشطو الأنصار: "سنغزغزك حياتك!".

شارك الخبر: