هدنة جديدة تتيح صرف مرتبات وفتح طرقات وموانئ ومطارات. تلك هي البشريات السارة التي حملها اليوم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من صفحة هذا الصحفي أو ذاك، ولا تصريحات رسمية حتى الآن من أي طرف.
قد لا يكون اليمنيون في وارد أن يكترثوا لمثل هكذا بشريات عملا بقاعدة "لا تهيء أفراحك"، فخيبات الأمل عادة ما تكون هي حصاد ما يهيئونه من أفراحهم تلك.
بالأمس، توجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي العليمي مع أعضاء مجلسه إلى الرياض. وبحسب ناشطين فإن الرياض استدعت العليمي ومجلسه على وجه السرعة، وظل الخبر طي الاحتمال حتى أكدته تغريدة لوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان تحدث فيها عن لقاء له مع العليمي ومجلسه "بتوجيه من سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء".
لم يشر بن سلمان إلى شيء سوى أنه نقل "لهم تحيات القيادة -أيَّدها الله- وتمنياتها للجمهورية اليمنية الشقيقة وشعبها الأمن والاستقرار والنماء".
العليمي سارع هو الآخر إلى كتابة تغريديتين بالعربية والإنجليزية تقولان: "عقدنا وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي لقاء جديدا مثمرا مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن العزيز، ضمن النقاشات الثنائية المستمرة التي تعكس التزام المملكة الشقيقة بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة وجهود إحلال السلام والاستقرار في اليمن".
الصحفي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد آثر أن يكون هو أول من يحمل بشرى اتفاق قال إن اليمن ستشهده "خلال فترة قد لا تزيد عن أسبوع بحسب ما هو مقرر له".
وبحسب بن لزرق، فإنه "اتفاق تهدئة مدته 6 أشهر يتضمن صرفا للمرتبات وفتحا شاملا للموانئ والمطارات في عموم المحافظات اليمنية والطرقات وتشكيل لجنة حوار سياسية تضم جميع الأطراف للوصول إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في عموم البلاد".
ربما كان بن لزرق من العجلة في حمل البشرى بحيث لم يتحدث عن المزيد من التفاصيل ولا عن الأطراف التي ستوقع على ذلك الاتفاق، فكانت تلك التفاصيل من نصيب صلاح بن لغبر، فمن "لزرق" إلى "لغبر" يختلف اللون فتختلف القراءة كما يبدو.
قال صلاح بن لغبر إنه "لا يوجد أي اتفاق أو مقاربة متفق عليها تخص الجانب السياسي حتى الآن في تحركات الرياض"، وإن "ما سيتم الإعلان عنه يقتصر على ترتيبات اقتصادية تتعلق بالبنك والعملة والرواتب والطرقات وإعادة تصدير النفط".
وأضاف: "اليوم يصل المبعوثان الأممي والأميركي. وقد يكون هناك إعلان وقف إطلاق نار شامل من قبل التحالف".
بدوره، كتب مراسل وكالة أسيوشيتدبرس في اليمن الصحفي أحمد الحاج، تغريدة على صفحته في منصة إكس قال فيها: "تتحدث مصادر مطلعة عن قرب توقيع اتفاق هدنة جديد بين الحوثيين والشرعية، برعاية سعودية ودولية".
وأن يكون التوقيع بين من سماهم الحاج "الحوثيين والشرعية" فإن ذلك معناه أن الاتفاق لا شك سيفشل ضمنيا، فأنصار الله يريدون توقيعه مع السعودية لا مع العليمي.
أضاف: "المهم في الأمر أن بنودا كثيرة في مسودة الإتفاق تعارضها عدة أطراف في مجلس القيادة، لكنها تتهرب من التصادم مع الجانب السعودي، الذي يصر على تمرير المشروع".
وبحسب الحاج فإن "رئيس الانتقالي الزبيدي عارض، ولو على استحياء، بنود المشروع التي تتعارض مع أجندة الانتقالي، مثل ترحيل فكرة (استعادة الدولة)، وشكك الشيخ مجلي بمصداقية قبول الحوثي للمشروع بقدر حصولهم على الأموال".
هذه المعارضة من قبل الزبيدي والتشكيك من قبل مجلي، قال الحاج إنهما حصلا "خلال اجتماع مجلس القيادة بالامير خالد بن سلمان في الرياض مؤخراً".
بالنسبة لجماعة أنصار الله فلم يصدر عنها حتى الآن بيان رسمي أو موقف لما يتم تداوله، لكن ذلك لم يمنع من اجتهادات بعض ناشطيها.