أين توكل كرمان؟! هذا السؤال قديم جديد ومنذ أكثر من شهر تحديدا، حيث آلة القتل الصهيونية تمعن في نهش الفلسطينيين في قطاع غزة.
بعيدا عن أيديولوجية تربط الناشطة النوبلية مع حركة حماس في قطاع غزة، جرت العادة أن تشهد صفحة وموقع توكل كرمان على الإنترنت بيانات وتنديدات مع كل حدث كمقتل خاشقجي أو الزلزال الذي ضرب تركيا أردوغان أو الحرب الروسية الأوكرانية.
دموع ذرفت بسخاء وزيارة تاريخية للشعب الأوكراني الذي وصفته كرمان بالمناضل تنديدا بما قالت إنها مجازر بوتين ضد المدنيين.
لكن مدنيي غزة ليسوا في حسبان توكل بحيث اكتفت بمنشور هزيل أدانت فيه استهداف المدنيين من الطرفين وسكتت بعده متجهة إلى جنوب أفريقيا، لدرجة أن أحدا لم يعد يعرف ماذا حل بها في أدغال جمهورية مانديلا. ربما زارت ضريحه واضعة إكليل زهور، وربما سخرت من نضاله الطويل في السجون ولم يستطع أن يحظى بجائزة سلام نوبلية مثلما فعلت هي.
بطبيعة الحال، ليست توكل كرمان في وارد أن تخوض نضال مانديليلا ولا أن تقود حركات تحرر في القرن الأفريقي ضد الغرب. فهذا الغرب هو الذي صنع لها جائزة على غير مقاس كما يبدو، وليست من الغباء كي تفرط بها في حرب بين فلسطينيين وإسرائيليين فتنحاز إلى هذا الطرف أو ذاك، فالجبة التي ألبسها الغرب محايدة إلى حد أن التصهين قد يكون هو سيد الموقف بالنسبة لها.
ثمة جبة جديدة في هذه الأثناء لبستها توكل أو ألبسها إياها مارك، وهي جبة من الأهمية بحيث لم يعد ثمة من يمكن أن يمتلك صوتا مغايرا في منصة الفيسبوك.
يوجه الكاتب والروائي محمود ياسين، نيابة عن عشرات الآلاف من مشتركي الفيسبوك، رسالة إلى النوبلية الفيسبوكية جاء فيها: "السيدة توكل كرمان بما أنك ضمن قائمة المشرفين، يجدر بك التصرف إزاء تقييد حسابي بدون إنذار حتى. هذا واجبك وعملك. موش هكذا يتم إخراس كاتب ومصادرة صوته".
ربما يعتقد ياسين أن كرمان مازالت صديقته التي كانت تشارك منشوراته على فيسبوك عندما كانت ماتزال على ما يرام، تأخذ الإذن من زوجها بحضور هذه المسيرة أو تلك في صنعاء، فاعتقد أن واجبها هو الدفاع عن منشوراته في حضرة مارك وراح يطالبها برفع القيد عن حسابه، منتظرا جوابا منها، تماما كما ينتظر كثيرون موقفا واضحا مما يحدث من جرائم حرب ضد المدنيين في غزة.