قال زعيم حركة الإصلاح الديمقراطي الفلسطينية محمد دحلان إن الحرب بدأت وانتهت في 7 أكتوبر، وأن ما يجري الآن "فشّ قهر من القيادات الفاشلة لتدفيع الثمن للمواطن الفلسطيني وليس "حماس".
وفي حديث لبرنامج "قصارى القول" عبر "RT العربية"، لفت دحلان إلى أن "من يتابع حالة القهر والإذلال والممارسات العنصرية على قطاع غزة والضفة الغربية آخر 20 سنة يدرك بالعقل المنطق أن هذا سيحدث (عملية طوفان الأقصى)"، معتبرا أن "من فوجئ هم من تبلدوا وتركتهم النزعة الشريرة في التعالي على الآخرين وهذا ما امتلك المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية يبررون أنهم خدروا الأمة العربية وأن (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو يذهب من مكان إلى مكان ليبث نظرياته الفاشلة بأن العرب تخلوا عن الشعب الفلسطيني والوعي العربي سلم بوجود إسرائيل، وأن الشعب الفلسطيني استسلم، فكانت هذه الثورة في ردة الفعل من أبناء قطاع غزة الذين حوصروا على مدى 17 سنة، وتم محاولات تطويعهم وقهرهم وقتلهم البطيء".
وأشار إلى أن "الاستكانة الإسرائيلية والحرب الداخلية في المجتمع الإسرائيلي ومحاولة تغيير وجه إسرائيل على المدى السنوات الـ5 الماضية أوصل الجيش والأمن والمجتمع الإسرائيلي إلى دوران في حلقة مفرغة، ولم يتفرغوا لا لعملية سلام ولا لشعب آخر يعيش تحت الاحتلال. وبالتالي هي هزة كبرى ليست للوعي الجمعي العربي بل المجتمع الإسرائيلي بكامله أنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بأمنهم واحتلال شعب آخر".
وأكد دحلان أنه "من الناحية العسكرية هي صدمة كبرى، لأن إسرائيل بنت لنفسها أسطورة شبه وهمية في التكنولوجيا والعسكر والاعلام الاقتصاد، هذا انهار في 20 دقيقة وحدث ما حدث"، معتبرا أن "ما جرى يجب أن يسبب انقلابا في الوعي الجمعي الإسرائيلي ليس من أجل الانتقام. فما تفعله إسرائيل اليوم ليست حربا على "حماس" بل حرب على الشعب الفلسطيني والمدنيين والنساء والأطفال.. يتحدثون عن 12 ألف شهيد ودمار نصف غزة، لكن عسكريا إسرائيل لم تحدث شيئا جوهريا ذات مغزى".
ورأى أن "الحرب العسكرية لم تبدأ بعد، لأن التعليمات أن يبقى الجنود في الدبابات"، مضيفا: "لست في سباق من كسب المعركة، لكن حتما الشعب الفلسطيني رغم كل ما يعانيه يجب أن يشعر بفخر تاريخي هذه معركة حرب أو موت فرضت عليهم، ليس مهم من كان السبب.. ما نراه من بطولات الشعب الفلسطيني هو صاحب الانتصار والصمود والعز الذي هزّ الوعي العربي والدولي بغض النظر عن الحكومات الدولية والمنافقين".
وشدد دحلان على أن "دوامة العنف التي يروج لها نتنياهو هي دوامة لن تعطيهم أي أمل أو استقرار، الأفضل أن يكون حوار من أجل المستقبل والسلام وسلام الشعب الفلسطيني والإسرائيلي"، مؤكدا "أننا نحن شعب نحب الحياة ولا نرغب للآخرين أن يموتوا ولكن اذا فرضت علينا هذه الحرب كما فرضت طيلة السنوات الماضية في زمن نتنياهو هذا هو الرد".
وقال: "نحن ندرك أننا لا نستطيع وحدنا بقوة السلاح أو نحرر فلسطين، (الرئيس الراحل ياسر) عرفات حاول المبادرة إلى حل الدولتين وقبل بالقليل، نتنياهو دمر وسرب ذلك في الإعلام بأنه من دمر اتفاقية السلام واتفاقية أولسوا واتفاقية حل الدولتين من خلال توسيع الاستيطان في الضفة"، محذرا من أنه "إذا اعتقد البعض أن الضفة ساكنة إلى الأبد يكون مخطئا".
وأكد دحلان أن "الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش وأن يرى استقلالا وطنيا، لا يريد أن يهاجم إسرائيل أو يقتل طفل إسرائيليا لكنه لا يقبل أن يبقى تحت الاحتلال"، معتبرا أنه "إذا أخذوا هذه الحرب إلى حرب دينية فهذا يعني نهاية الكون، بالنسبة لنا هي حرب وطنية، نريد الاستقلال أن نعيش جنبا إلى جنب باحترام وسيادة وحرية، سلام قائم على حل الدولتين 22% من فلسطين التاريخية".
وأعرب عن أمله بأن "تدفع هذه الصدمة المجتمع الإسرائيلي نحو السلام ولس الانتقام لأن الانتقام ليس له نهاية، التفكير الإسرائيلي مريض وقائم على التعالي والمباهاة بما لا يمتلكوه"، معتبرا أن "هذه الحرب بدأت وانتهت في 7 أكتوبر، ما يجري عملية فش غل وقهر من القيادات الفاشلة لتدفيع الثمن للمواطن الفلسطيني وليس حماس.. لم أر حتى الآن استشهاد أو اعتقال أي قائد من حماس عسكري ذي وزن باستثناء عدد محدود".
وأضاف: "إسرائيل تريد صورة مشابهة لصورة بن لادن، أن يروا يحيى السنوار مكبلا ومحمولا إلى تل أبيب.. هم يريدون صورة نصر وهي لن تأتي إلا بالسلام"، لافتا إلى أن "كل من حاول أن يصنع سلام مع إسرائيل وفي إسرائيل قتلوه، ياسر عرفات قتلوه، ورابين قتلوه كعميل لأنه فكر بفكرة السلام".