كشفت الخلافات داخل حزب النهضة والفضيلة الإسلامي المغربي والتي وصلت حد الاختصام أمام القضاء، محاولات حزب الله ومن خلفه إيران اختراق أحزاب هشة والتسلل من هذه البوابة بعد دور تخريبي سابق تصدى له المغرب عبر إفشال مخططات لدعم وتسليح جبهة البوليساريو الانفصالية.
وتفجّر الخلاف داخل الأمانة العامة للحزب إثر تنظيم عضو لنشاط بشراكة مع التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة واستضافة رئيسه المفكر الشيعي إدريس هاني، باعتباره مقرّبا من حزب الله ويترأس فروعه أشخاص معروفون بتشيعهم، وفق موقع "هسبريس".
واستنكر المحتجون على هذه الخطوة في رسالة إلى الأمين العام للحزب محمد الخالدي هذا النشاط، معتبرين أنه "يشكل خرقا سافرا لما تعاقدنا عليه داخل الحزب ولورقته المذهبية ولأن من شأنه أن يجرنا إلى مساءلة قانونية في حال تحريك الدعوى العمومية"، وفق المصدر نفسه.
وقال عضو بالأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة في تصريح لـ"هسبريس" إن "التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة له صلة بحزب الله وإيران والموقف الرسمي للمغرب يقول إن طهران وحزب الله يدعمان عسكريا البوليساريو وبالتالي نحن كحزب لا يمكننا قبول نشاط هذه الهيئة فْالدّارْ دْيالْنا ودون استشارتنا".
بدوره نفى الأمين العام للحزب أن يتعلق الأمر بأي اختراق شيعي، موضحا أنه نشاط حول القدس وأن "الحزب لم يتوصل بأي مراسلة من الجهات أو السلطات الوصية حول النشاط المنظم"، مشددا على أن "الدولة تتابع كل ما من شأنه أن يهدد مصالح البلاد، وهناك جهات معهود لها بتتبع أيّ وضع غير قانوني".
ووجهت مجموعة من أعضاء الحزب مؤخرا مراسلة إلى وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت عبّروا من خلالها عن "رفضهم لأي اختراق شيعي للحقل السياسي المغربي"، مؤكدين "تشبثهم بالثوابت الوطنية".
وقطعت الرباط في العام 2018 علاقاتها مع طهران وقامت بطرد سفيرها، إثر توفّر أدلة لدى السلطات المغربية على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو وتدريب عناصر من الجبهة الانفصالية.
ولعبت السفارة الإيرانية في الجزائر دورا في تسهيل عملية لقاء عناصر من حزب الله بقياديين بالبوليساريو، لكن السلطات المغربية نجحت في إحباط العديد من المخططات التخريبية واعتقلت عددا من الأفراد المتورطين في العلاقات التي تهدد استقرار المملكة.
وتسعى إيران منذ سنوات إلى التمدد في أفريقيا من خلال نشر التشيع وإقامة شراكات مع الأحزاب الهشة والمنظمات الصغيرة، بينما توفّر الدعم العسكري لحركات تمرد في المنطقة وتكثّف جهودها من أجل إيجاد موطئ قدم ثابت يتيح لها تصدير الثورة وتنفيس أزمتها الاقتصادية الخانقة.
ويمثّل ملف الصحراء المغربية مصدر خلاف بين المغرب والجزائر التي تدعم انفصال الصحراء عن المملكة المتمسكة بوحدة أراضيها.
ورسم العاهل المغربي الملك محمد السادس مسار المفاوضات ضمن أطر الثوابت الوطنية القائمة على أنه لا حل لقضية الصحراء خارج سيادة المغرب الكاملة على كل أراضيه ومبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط والتي لقيت استحسانا من المجتمع الدولي وأشاد بجديتها ومصداقيتها.
وتسيطر المملكة على 80 في المئة من صحرائها، بينما تخوض البوليساريو صراعا مسلحا، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل له الطرفان في تسعينات القرن الماضي برعاية أممية، مطالبة باستفتاء على تقرير المصير وهو أمر لم يجد صداه إلا لدى قلة من الدول يتقلص عددها باستمرار رغم مساع جزائرية لتأجيج النزعة الانفصالية.
وافتُتحت 22 قنصلية عامة من بلدان أفريقية وعربية في مدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية. وتُعتبر الإمارات ثم البحرين من أولى الدول العربية التي تفتتح قنصليات لها في الصحراء المغربية دعما للاعتراف الدولي بوحدة الأراضي المغربية.