• الساعة الآن 03:52 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حكومة صنعاء تدمر صحة الأجيال القادمة وتعيدنا قرن الى الوراء

news-details

 

خالد العراسي

 

وصلت الى اليمن بعثة من منظمة الصحة العالمية واجتمع اعضاء البعثة مع المعنيين بوزارة الصحة عدة اجتماعات لإقناعهم بخطورة وقف "التطعيم" وبأهمية اللقاحات وأن الموضوع ليس مؤامرة كما اعتقدوا وحاولت البعثة اقناع المعنيين بكل الطرق والوسائل بما فيها خضوع اللقاحات للفحص داخل اليمن أو اينما ارادوا (في ايران مثلا باعتبارها دولة تستخدم نفس اللقاحات ويثق بها الانصار) أو في اي دولة يريدون ، الا أن وزارة الصحة رفضت كل المقترحات والاراء بما فيها فكرة فحص اللقاحات ، وبعد جهد جهيد ومفاوضات تم الاتفاق على فتح مراكز للتطعيم على أن يكون التطعيم اختياري وطبعا لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق الهزيل والكارثي بمعنى انه كان مجرد اتفاق صوري للتخلص من البعثة وربما يكون هناك قليل من المراكز بأماكن متفرقة بأعداد لا تغطي الاحتياج وبشكل مهمل وبدون متابعة وإشراف وتغطية شاملة كما كان يحدث دائما في كل حملات التطعيم.

وطبعا سيكون هناك تحذيرات من التطعيم بشكل غير مباشر كتلك الندوات التي أقامها أحد خريجي المحاسبة برعاية مؤسسة بنيان للتدمير أقصد بنيان للتنمية وبحضور رئيس الوزراء ونائبه لشؤون الدفاع / جلال الرويشان ووزير الصحة ومدير مكتب السيد القائد (سفر الصوفي) وبعض المسؤولين وبمجرد نشر مثل هذه الندوات وبحضور المذكورين من الطبيعي ان تتغير المفاهيم لدى البعض ويقرروا عدم تطعيم أطفالهم .

الغريب في الموضوع أن البعثة الصحية اجتهدت جدا لإقناع المعنيين بضرورة التطعيم فاعتبر أولي الأمر أن هذا الاجتهاد والتصميم يؤكد أن هناك مؤامرة ولم يستوعبوا بأن هذا الاهتمام نابع من مخاوف إمكانية أن يكون اليمن هو البؤرة الاولى لإعادة إنتشار أمراض وأوبئة إنتهت في العالم منذ قرن وهذا ما حدث فعلا حيث اكتشفوا بعض الحالات لاشخاص قادمين من اليمن وكان ذلك الخبر بمثابة صاعقة ،ووصلت النسبة بين الاطفال المصابين بأمراض كان يمكن تجنبها بالتطعيم الى ٣٠ % بينما يرى العالم أن نسبة ١ % تشكل خطرا كبيرا ولهذا نرى الإجراءات المشددة في كل المطارات بالنسبة لدخول اليمنيين ...وفي الوقت الذي يفاوض وفدنا الوطني على فتح المطار بشكل كلي هناك من يحاول إعاقته من الداخل بشكل غير مباشر ، وما زال هناك أمل في حال تم تدارك الموضوع بشكل عاجل وفوري....هناك حلول اخرى مثل استيراد اللقاح  من دول صديقة أو صناعتها محليا أو توفير معدات ومحاليل فحص اللقاحات داخليا أو الاستعانة بفريق طبي متخصص مش حانبين بما قاله المحاسب ومحلك سر .

الصحة العالمية لم تتوقف عن التطعيم حتى بعد إنتهاء بعض الامراض واستمرت بالتطعيم لسبعة أجيال بعد إنتهاء المرض لضمان عدم ظهوره مرة اخرى ، وبكل بساطة نجد الاستهتار واللامبالاة والغباء يتسبب بأكبر كارثة صحية في العالم وليس في اليمن فقط ،، يقول المسؤول المعني أنه شخصيا مقتنع بضرورة التطعيم الا أن الموضوع من فوق ، قاتله الله هو والمقصودين ب "فوق" .

أرحنا بحكومة الكفاءات يا قائدنا فحكومة تصريف الأعمال تعمل على خلط الاوراق وإعاقة الحكومة القادمة وإفشال المرحلة.

عجلوا بتعيين حكومة الكفاءات فحكومة تصريف الأعمال ترتكب جرائم لم يسبق أن حدثت من قبل كما فعلت وزارة الصحة بموضوع التطعيم وبمواضيع اخرى مدمرة وكارثية ،وكما فعلت وزارة الكهرباء بتفريغ هناجز ومخازن ضخمة من كل ما فيها من آلات ومعدات وقطع غيار بحجة صيانة وتشغيل المحطات القديمة خلال عشرة أيام وها نحن بعد شهر ما شفنا اي تشغيل لمحطات قديمة ولا أعادوا المعدات للمخازن ،وكما فعل وزير المياه والبيئة بمخاطبته لمنظمة اليونيسيف بطريقة فجة لتحويل الدعم الذي تقدمه المنطمة  من وحدة المدن الحضرية الى وحدة الطوارئ (لانه سمن على عسل مع وحدة الطوارئ وليس على وفاق مع رئيس وحدة المدن الحضرية) فردت عليه المنظمة بأنها ستوقف الدعم الشهري كاملا على كل الوحدات وهذا سيتسبب بكارثة كبيرة وستسوء خدمة المياه في مناطق وتتوقف في مناطق اخرى ،وكما فعل وزير في المجال الاقتصادي بتطفيش مستثمرين إيرانيين وجعلنا نخسر عدة مشاريع جبارة وعملاقة ، وكما فعل وزير آخر في المجال المالي بتقديم ومتابعة مشروع معدل لقانون الاستثمار من مجلس النواب يتعارض مع القانون الصادر قبلها باسبوع بقرار رئاسي ويخول للمالية ووزارة الصناعة والتجارة القيام بكل أعمال هيئة الاستثمار ويسعى لاجراء تعدلات قانونية اخرى كارثية ، وكوارث لا حصر لها في اطار ملف الاكتفاء الذاتي الزراعي وغيرها من المجالات الاساسية والمهمة جدا .

أعتقد لو لم يتم إقالة الحكومة لكان ذلك أفضل بكثير من الإقالة في ظل تأخير تعيين حكومة الكفاءات وذلك لأن السيئين يعملون بوتيرة عالية جدا في إطار الفساد وتنفيذ مهام تدميرية ومعيقة للحكومة القادمة وكأنهم يقولون أيامنا باتت محدودة ومعدودة وبالتالي نلحق ما نستطيع ..، بمعنى أنهم يعملون بمقولة "يا رايح كثر الفضايح".

هناك جرائم تحدث لا تغتفر وأخطرها ما يضر بأجيالنا التي نتحمل ونصبر على كل ما جرى ويجرى لنا على أمل ان يعيشوا حياة كريمة ،فكيف بمن يدمر مستقبلهم الصحي ؟

قرار مثل ايقاف حملات التطعيم وتحويله من اجباري الى اختياري (بعد جهد حثيث لمنظمة الصحة العالمية وإلا لكان تم الغاء التطعيم من الاساس) يعتبر قرارا كارثيا ومآلاته تمتد لعدة أجيال قادمة..،علما بأنه لا يوجد دولة في العالم كله لا تستخدم هذه التطعيمات الا الدول التي انتهت فيها هذه الأمراض منذ عقود ولم تعد تظهر .

نحن أمام جيل قادم مدمر صحيا ومعاق ونسبة وفيات مذهلة .

وكل ذلك تم بناء على محاضرات محاسب مالي واقتناع ناس من "فوووق" بوجهة نظر المحاسب المخضرم مع العلم أنهم لو اقتنعوا بكل محاضراته لتم الغاء كل العيادات والمستشفيات وتركوا الشعب يموت حتى من ضربة شمس او برد لانه يرى بأن الطب الحديث كله مؤامرة يهودية غربية على حد قوله ..

دمرتم مستقبل أطفالنا قاتلكم الله .

*أقسم بالله العلي العظيم أن هذه الأعمال تصب في خدمة العدوان وتشوه الانصار وتصورهم بأنهم شوية غجر يجب ان يتم عزلهم عن العالم ولا يمكن التعايش معهم.*

هناك كوارث تحدث مستغلين انشغال الجميع بمعركة التحرير في فلسطين الحبيبة وتفخيخ واضح لإعاقة أي نجاح ممكن لحكومة الكفاءات .

أفلا تعقلون ؟

اللهم إني بلغت .

شارك المقال: