"الرد الحاسم على من يهاجم"، بطبيعة الحال هذا ليس عنوان كتاب قرنأوسطي من تلك التي يتلهى بها فقهاء المذاهب تجاه بعضهم البعض. وإنما عنوان تسجيل مرئي لرئيس وكالة الانباء "سبأ" في صنعاء نصر الدين عامر في صفحته على منصة "إكس"، يرد فيه على من يهاجم المقاومة ومحور المقاومة.
وباعتباره تسجيلا مرئيا فإن ذلك سيكلف المرء عناء سماع الكلمات المتقطعة جراء رداءة النت والانتظار حتى يتم تحميل التسجيل بالكامل حتى يسمع كيف هو الرد الحاسم.
نصر الدين عامر قال في البداية: "سئلت عن ردود البعض من المتخاذلين والمنافقين تجاه بعض مواقفنا بأنهم يهاجموننا فقيل لي كيف ترد عليهم فقلت لهم إن الله أراد هكذا ألا يكونوا معنا".
وطالما أن الله قد أراد هكذا فإن النت عند تلك النقطة وتحديدا في الثانية الثالثة والعشرين من مدة التسجيل أبى أن يواصل بقية الحديث. وكأنه يقول بأنه لا داعي للرد من قبل عامر على هؤلاء المهاجمين لأنهم متخاذلون ومنافقون ولأن الله قد أرادهم أساسا هكذا، فما الفائدة من الرد عليهم إذن؟!
لكن الرد يجب أن يكون حاسما بالنسبة لنصر الدين عامر، فناشطو وإعلاميو أنصار الله لليوم الثالث على التوالي معنيون بالرد. ثم يأتي الرد على الدوام فلا يجده الآخر حاسما ولا هم يحزنون، مجرد تخوين واتهامات بالنفاق والتآمر وكيل السباب والشتائم، ولدرجة أن بعض قيادات الجماعة أصبحت متذمرة من الإعلام والطرح الذي يتم الترويج له في مواقع التواصل الاجتماعي وتدعو إلى تغييره جذريا أو إسكاته، نظرا للأداء الهزيل الذي ضرره أكبر من نفعه حسب رأيهم.