شريحة واسعة من اليمنيين لم تستطع أن تبتهج بموقف جماعة أنصار الله الذي اتخذته نصرة للقضية الفلسطينية. ليس الموقف ذاته هو الذي جعلها لا تبتهج بقدرما أن الشعور الطاغي لديها هو أن الجماعة وجدت لها بتلك القضية مهربا للتملص من مسؤولياتها تجاه الشعب.
هي جماعة تعيش على استثمار الأزمات، هكذا يقول كثيرون. تريد من خلال هذه الهجمات تحقيق أهداف تعمل من خلالها على مواصلة تنصلها عن توفير الخدمات والرواتب لليمنيين بل وتجعل منها سوطا لقمع المواطن اليمني الذي أجهزت على كل مقومات الحياة لديه تحت شعارات العدوان والآن باسم القضية الفلسطينية.
لكن كثيرين أيضا رأوا في ما قامت به جماعة أنصار الله انتصارا حقيقيا للقضية الفلسطينية، وليس فيه أية مزايدات بقدر ما أن الحظ دائما إلى صفهم. وتلك مسألة أخرى. فهم إن لم يعلنوا موقفا واضحا من القضية الفلسطينية فإن ذلك كان معناه فقدان شعبيتهم عند الشارع اليمني الذي كان سيطالبهم أو سيطالب غيرهم باتخاذ موقف جاد وحقيقي مما يحدث من جرائم من قبل الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني.
فالشعار الذي رفعته الجماعة موجه في الأساس تجاه إسرائيل وأمريكا، وبالتالي يصعب عليها التملص من الشعار الذي رفعته، لأنه سيقحمها إقحاما في أن يكون لها موقف حتى لو لم تكن تريد ذلك، بالتالي هجماتها تأتي لتدفع عن نفسها خطرا كبيرا من قبل الشارع إن هي غضت الطرف عما يحدث. حيث أول سؤال كان سيوجه إليهم: لماذا ظللتم يا أنصار الله تصدعون رؤوس الخلق بشعاركم "الموت لإسرائيل" وعندما جاء الاختبار الحقيقي لتطبيق ذلك الشعار على أرض الواقع نكصتم على أعقابكم؟
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل دخل أنصار الله الحرب فعلا، أم هي مناورة لرفع الحرج عن أنفسهم ضمن تفاهم ما؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.