بين تغريدتين لمبخوت بن عبود الشريف رئيس حزب الإخوان في مأرب، يتكشف الدور شيئا فشيئا.
تغريدته الأولى ربما كانت عبارة عن موقفه الشخصي كيمني يرى في ما تبنته جماعة أنصار الله من عمليات هجومية ضد الاحتلال الإسرائيلي في إيلات موقفا مشرفا. كتبها منفعلا ومسترخيا من ملابسه كما يبدو فأخذته العبارات إلى أن أكد بأن اليمنيين هكذا على مر التاريخ دائما يكونون هم المبادرين.
لبس بن عبود جبته السياسية فهاله ما كتب في تغريدته تلك، فضلا عن توالي التقريعات على رأسه من هذا المتصل أو ذاك: تفو على وجهك! مسح البصقات من على وجهه واعدا بمسح التغريدة قبل أن يحتفي بها الطرف الآخر. لكن الطرف الآخر (أنصار الله) لم يكونوا حينها في وارد الاحتفاء بتغريدة من إخواني لا تقدم ولا تؤخر. كما أن حماس هي الأخرى لن توقف معاركها مع العدو الإسرائيلي لتلتفت إلى تغريدة رئيس فرع حزب في منطقة ما من مناطق اليمن اسمه بن عبود قال فيها إنه يؤيد هجمات اليمنيين الصاروخية ضد إسرائيل.
وإذا بابن عبود يكتشف أو يُكشف له الغطاء بأن "صواريخ الحوثي في البحر الأحمر"، وبالتالي جاءت تغريدته الثانية تحمل هذا العنوان المقوس، مضيفا إليه: "وقد تابعت قناة الجزيرة وهي تنقل عن يحيى سريع إعلانه استهداف إسرائيل بعدة صواريخ ومسيرات وهذا جعلني أشيد به وتمنيت استمراره، لكن للآسف بعد تتبع تأثير هذه الصواريخ والمسيرات لم نجد لها أثرا يذكر وقد سقطت في البحر وبعضها في صحراء سيناء، بل ان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عندما تم سؤاله عنها لم يعرها أي اهتمام، وقال نحن الآن مهتمين بالقضاء على حماس في غزة".
قناة الجزيرة إذن هي التي خدعت بن عبود الشريف وجعلته يعتقد أن الصواريخ قد أصابت هدفها. لكن بعد أن تتبع سيرها وسقوطها في البحر فإنه اضطر لحذف تغريدته الأولى، خصوصا وأنه "بعد إعلانك يا بن سريع بأقل من ساعة ارتكبت إسرائيل مجزرة مروعة في جباليا راح ضحيتها 400 ما بين شهيد وجريح وكنا منتظرين مواصلتكم كما وعدت وكذا كنا منتظرين حزب الله ومحور المقاومة لكن يبدو ان التوجيهات وصلتكم من إيران أن توقفوا!".
طبعا لم ينس القول بأنه قد يفكر بإعادة تغريدته، لكن ذلك مرهون بتجاوب الطرف الآخر "فإن عدتم ومحور المقاومة كما يحلو لكم ان تسموه إلى ضرب الكيان الصهيوني بصدق وإخلاص واستمرارية فسوف أعيد تغريدتي لكم ولكل من حتى رمى بحجر على إسرائيل"، مما جعل أنصار الله يدرسون الموقف بعناية ومازالوا إلى الآن يحاولون إطلاق أكبر قدر من الصواريخ كي يعيد مبخوت بن عبود الشريف تغريدته.