قال الخبير في الشأن الإسرائيلي وأستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس المصرية محمد عبود، إن الاستخبارات الإسرائيلية شنت هجوما على شيخ الأزهر عبر معهد أبحاث ودراسات الأمن القومي INSS.
وأوضح الدكتور عبود في تصريحات خاصة لـRT، أن على القارئ العربي أن يعرف أن هذا المعهد له مرجعية استخباراتية ويخدم توجهات الأمن القومي الإسرائيلي، كما أنه جهة بحثية تخدم بشكل غير مباشر جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع الخبير في الشأن العبري: "يعمل هذا المعهد في اتجاهين رئيسيين، الاتجاه الأول متابعة كل الجهات والمؤسسات والافراد المصريين المؤثرين ويتتبع كل ما يصدر عنهم من فضح لممارسات الاحتلال الإسرائيلي والإجرام الصهيوني والهجوم عليه، كما يقوم المعهد بإعداد تقارير بالعبرية ويرسلها لمعاهد أبحاث أمريكية لدراستها وتحليلها وهو ما حدث مع تقرير الهجوم على الجامع الأزهر وإمامه الشيخ أحمد الطيب".
وأكمل عبود قائلا: "الاتجاه الثاني الذي يسير عليه المعهد هو تبني الأراء الشاذة التي تعادي القضية الفلسطينية وتتماشي وتدعم الاحتلال الإسرائيلي مثل ما حدث مؤخرا بحديثه مع الناشطة التي تدعى أنها حقوقية داليا زيادة التي تجرم المقاومة وتلمع صورة إسرائيل وأدانت حماس وحركات المقاومة".
وقال: "بناء على ذلك فإذا نظرنا إلى سلوك المعهد البحثي الإسرائيلي فهو يهاجم الإمام أحمد الطيب ويداهن حقوققين يدافعون عن الإجرام الإسرائيلي، وبالتالي هو يظهر بالضبط ما هي التوجهات التي يتبعها والتي تتماشي مع السياسيات الصهيونية لدولة الاحتلال".
وأضاف: "من ناحية أخرى عند قراءة التقرير الصهيوني الصادر عن المعهد بشكل مدقق سنجد أن أهم ما يضج مضاجع الاسرائليين هو البيانات القوية التي تصدر عن الشيخ أحمد الطيب حول المقاومة في غزة وكذلك المادة الصحفية المنشور في مجلة صوت الأزهر برئاسة التحرير أحمد الصاوي، حيث أن صحيفة صوت الازهر نشرت عناوين بالعبرية تفضح العدوان الصهيوني، ومع ذلك ورغم شدة الرسالة الواردة في هذه العناوين إلا أن الإعلام الإسرائيلي تجاهل هذه العناوين لأنها رسائل قوية ومؤثرة تفضح الجرائم الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي".
وتابع: "بالرغم من تجاهل رسائل صحيفة الأزهر بالعبرية إلا أن الإعلام الإسرائيلي اهتم بالرسالة الساذجة والخاطئة التي وجهتها الإعلامية المصرية بسمة وهبة باللغة العبرية وحولها هذا الإعلام إلى نكتة وسخرية كبيرة جدا من الإعلام العربي ومن المواقف المصرية بشكل عام من القضية الفلسطينية".
وأكد الدكتور عبود أن الإعلام الإسرائيلي يتحرك على نحو مقود وموجه من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وان الهجوم على الجامع الازهر وشيخه الإمام احمد الطيب الغرض منه اسكات صوت مهم في العالم العربي الذي يهاجم الاحتلال وبفضح جرائمه الوحشية التي تحدث أمام مسمع ونظر العالم.
واختتم الخبير في الشأن الإسرائيلي حديثه لـ RT قائلا: "أظن أنه من واجب الإعلاميين المصريين والعرب كشف عناصر التطرف اليهودي في المجتمع الإسرائيلي الذين يحرضون على الفلسطينيين وعلى أهالي غزة، فيوميا نجد رجال دين يهود يحرضون على العالم العربي ويحرضون على قتل المدنيين بمئات الآلاف والمسؤولين الإسرائيليين ينفذون تلك الدعوات، وبالتالي يجب فضح هؤلاء أمام الرأي العام العالمي، وأن لا نترك الأزهر الشريف فريسة للهجمات الإعلامية من جانب إسرائيل ووسائل إعلامها والميديا الغربية التي يتحكمون فيها".
وكان معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS" قد هاجم بشدة شيخ الأزهر الشريف في مصر واتهامه بأنه يقف بجانب الحركات المتشددة في المنطقة وذلك بعد عدد من البيانات التي أصدرها.
وأضاف: "على الحكومة المصرية الضغط بقوة لكبح جماح الجامع الأزهر، حيث يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أن تطالب الحكومة المصرية - التي تعد المصدر الرئيسي للنفوذ والسياسة - بقمع الأزهر، ووقف تمويله حتى تتوقف تلك المؤسسة الدينية عن نشر الرسائل المتشددة، وتأجيج التوترات السياسية والدينية وتشجيع نظريات المؤامرة ضد إسرائيل".