• الساعة الآن 09:47 AM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أردوغان.. ناشط حقوقي برتبة رئيس

news-details

 

 

 

تفعل الخطابات الجماهيرية فعلها، فتكلف أصحابها ما لا يطيقون. ذاك ما حدث اليوم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقد تحول حسب وصف مغردين إلى ناشط حقوقي دعا إلى خروج جماهيري للتضامن مع غزة وراح يخطب بهم كما ينبغي لناشط أن يخطب.

أمام آلاف المحتشدين في إحدى ساحات إسطنبول، أطل أردوغان معلقا الشال الفلسطيني وهاتفا بكل حماس: تحيا غزة. قال كلاما مهما عن أمجاد سلطنة ضاربة العراقة والتوسع اسمها الامبراطورية العثمانية، وعن سلاطين جدود كان آخرهم السلطان عبد الحميد ونوقفه في الحفاظ على فلسطين وعدم التفريط بها.

استشهد أردوغان بالكثير من الأحداث التاريخية المتعلقة بغزة، وتحدث عن غرب ليس له من الأخلاق ولا من القيم ما يجعله في موقع محترم، فجرائمه ضد الإنسانية هي من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى شرح.

تحدث أيضا عن كون إسرائيل مجرد بيدق في يد الغرب لا يمكن أن يصمد لثلاثة أيام دون دعم غربي. قال إن هناك مباحثات لتجريم ذلك البيدق عالميا الذي نصحه بعدم الاستجابة للغرب الذين سيورطونه.

كلما استغرق أردوغان في خطابه زاد تأثره بكلماته المرتجلة، لدرجة أنه اعتبرها حربا بين صليب وهلال، ناسيا نجمة داود كما يبدو، والكيان الصهيوني المعني بارتكاب الجرائم وخوض حربه الغاشمة، ولدرجة أن قناة "الجزيرة" القطرية لم يعد بإمكانها بث المزيد من خطاب أردوغان، مكتفية ببضع عبارات ستكررها في نشراتها المتتابعة على رأس الساعة.

إسرائيل لم تجد ما ترد به على خطاب أردوغان سوى الإعلان عن سحب دبلوماسييها من أنقرة.

بالنسبة لناشطي إخوان اليمن، ليس هناك ما هو أجمل ولا أروع من خطاب أردوغان اليوم. فبالرغم من أن خليفتهم بدا في مظهر ناشط حقوقي، حسب توصيف خصومهم، إلا أن الخطاب هو من القوة والأهمية والاستحضار التاريخي لأمجاد العثمانيين بحيث لن يزايد عليهم ناشطو محور المقاومة بشيء، لا بخطاب لخامنئي ولا لعبد الملك الحوثي ولا لغيرهما.

في المقابل، وجد ناشطو محور المقاومة في الإجراء الإسرائيلي بسحب ممثلي الكيان من أنقرة ثغرة لنسف خطاب أردوغان، وأنه لو كان صادقا في كلامه وخطابه الحماسي لكان أعلن هو من تلقاء نفسه ومن ذلك الموقع وأمام تلك الجماهير المحتشدة المتشحة بالعلم الفلسطيني والتركي باتخاذ إجراء طرد السفير الإسرائيلي وسحب سفيره من تل أبيب. كان الخطاب سيغدو فِعَالا وليس انفعالا حسب قولهم.

شارك الخبر: