• الساعة الآن 05:20 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

فايننشال تايمز: تدمير حماس بعيد المنال

news-details

 

 

فكرة اجتياح قطاع غزة وتدمير حركة حماس هو هدف بعيد المنال، والأفضل أن يكون هدف إسرائيل تحقيق الاستقرار في غزة، ومنع العنف من تحول التصعيد إلى صراع إقليمي.

هكذا قال الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية سفير بريطانيا السابق لدى الأمم المتحدة جون ساورز، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد"، مستشهدا بأن لدى حماس قاعدة سياسية وجماهيرية كبيرة ودعما خارجيا واسعا من إيران.

وأضاف: "حماس كانت تهدف من خلال هجومها (الوحشي) على إسرائيل غرس الخوف في قلوب الإسرائيليين، ولفت الانتباه إلى قضيتها وإثارة ردود فعل مبالغ فيها".

وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وتابع ساورز قائلا: "لذلك يجب أن يراجع نتنياهو وحكومته الحربية خياراتهم بعناية أكبر، لأن حرب المدن صعبة ومعقدة، وهو ما شهدناه في حلب وماريوبول، حيث سويت المدينتان بالأرض لهزيمة القوة المتحصنة".

وأضاف أن عملية تطهير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي قادتها الولايات المتحدة استغرقت 9 أشهر، وكلفت الآلاف من القتلى المدنيين.

كما لفت إلى أن إسرائيل ليس لديها ذلك الوقت، وأن جيشها يعرف أنه سيواجه مطالب بوقف إطلاق النار في وقت مبكر.

وأكد الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية، أن أحد الخيارات التي يفكر فيها الإسرائيليون هو إغلاق قطاع غزة بأكمله بجدار مزدوج، يتكون من حاجز جديد على مسافة ما داخل أراضي غزة، بالإضافة إلى الجدار الحدودي الحالي، وإغلاق المعابر جميعها إلى إسرائيل.

وتابع: "لكن هذا الحل يترك السؤال حول من سيدير غزة ومواطنيها، فليس لدى إسرائيل رغبة في احتلالها مرة أخرى، وكذلك لا تستطيع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية العودة للقطاع على ظهر الدبابات الإسرائيلية، كما أن مصر ترفض استيعاب 2.3 مليون لاجئ".

وأشار الكاتب إن خطوة كهذه من شأنها أن تخدم أجندة بعض الإسرائيليين اليمينيين الذين يريدون طرد الفلسطينيين من منازلهم.

واقترح ساورز تشكيل إدارة دولية ما لإدارة قطاع غزة، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الأمم المتحدة فعلت ذلك من قبل في ناميبيا وكمبوديا والبوسنة وتيمور الشرقية.

وأضاف ستكون التحديات ضخمة وأي وجود من هذا القبيل يجب أن تقوده دول عربية مثل مصر والمغرب والسعودية تكون مقبولة لدى إسرائيل، وتقف إلى جانب سكان غزة، كما يمكن للآخرين مثل باكستان وإندونيسيا ودول الخليج المساهمة.

ووفق الكاتب، فإن الإدارة التي توافق عليها الأمم المتحدة سوف تتطلب تفويضاً من مجلس الأمن، ولن تشارك روسيا والصين إلا إذا كانت هذه مبادرة بقيادة عربية.

وتابع: "البديل هو تفويض الجامعة العربية، لكن هذا وحده قد لا يحمل السلطة اللازمة".

وحذر ساورز من أن تتوسع الأزمة الحالية، على الرغم من أن كلاً من طهران وحزب الله تحدثا بلهجة صارمة بينما تصرفا بحذر.

وتصاعدت وتيرة تبادل الصواريخ عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية بشكل خطير، لكن لا يرغب أي من الجانبين في فتح جبهة جديدة.

وسوف تستمر إيران في دعم حماس وحزب الله، ووكلائها في العراق وسوريا واليمن أيضًا، طالما أنها تتبع أيديولوجية الثورة الإسلامية.

واختتم مقاله بالقول: "مع تصاعد العمل العسكري، وتفاقم الأزمة الإنسانية الفظيعة في غزة، ومواجهة خطر العنف من جانب الجماعات المضللة في بلداننا، يجب أن نضع في اعتبارنا الأهداف الأطول أجلا المتمثلة في تحقيق الاستقرار في غزة وإيجاد طريق إلى حل دائم".

شارك الخبر: