• الساعة الآن 12:22 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مغامرة الاجتياح البري لغزة بين إنقاذ مستقبل نتنياهو السياسي ووصول نقطة اللاعودة

news-details

بعد 17 يوماً من الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس ضد إسرائيل، تتواصل الحرب التي أعلنتها الأخيرة بهدف القضاء على الحركة ، لكنها لم تنجح فيما يبدو في تهدئة الرأي العام داخل إسرائيل.

ومع كل يوم يمر وهناك أسرى ورهائن محتجزون في قطاع غزة، تتعالى الأصوات المطالبة بإقالة بل ومحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتهمة الفشل في التعامل مع هجوم حماس وتحقيق الأمن للإسرائيليين واستعادة المحتجزين.

ويحذر مراقبون، من أن الحكومة في إسرائيل بقيادة نتنياهو، ربما تذهب، أمام تصاعد الاحتجاجات الداخلية ، بعملياتها العسكرية إلى نقطة اللاعودة من خلال إيقاع أكبر خسائر في صفوف الفلسطينيين في محاولة لمحو آثار هجوم حماس، غير عابئة بنصائح حتى حلفائها في التريث في الإقدام على توغل بري في القطاع.

هناك من يرى أن نتنياهو يدرك تماما أن مستقبله السياسي انتهى وأنه قد يستجيب من هذا المنطلق لرغبات القادة العسكريين وعلى رأسهم وزير الدفاع، يوآف جالانت، لاجتياح القطاع برياً، على الرغم مما تنطوي عليه هذه الخطوة من مخاطر عدة ليس أولها سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين الفلسطينيين، وليس آخرها الوقوع في مصيدة الأنفاق المفخخة التي ربما أعدتها حماس في انتظار القوات الإسرائيلية.

ويحذر الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، من خطورة تلك الخطوة التي تأجلت أكثر من مرة، ونقل عن مسؤولين أمريكيين بارزين ، لم يسمهم ، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فشل في إقناع إسرائيل بالتراجع والتفكير في جميع الآثار المترتبة على اجتياح غزة لإسرائيل والولايات المتحدة.

ويرى فريدمان، أنه إذا اندفعت إسرائيل الآن إلى غزة لتدمير حماس، وفعلت ذلك دون التعبير عن التزام واضح بالسعي إلى حل الدولتين مع السلطة الفلسطينية، وإنهاء المستوطنات في عمق الضفة الغربية، فسترتكب خطأً فادحاً، وسيكون ذلك مدمراً للمصالح الإسرائيلية والمصالح الأمريكية.

‏وتابع فريدمان في مقال نشر بصحيفة نيويورك تايمز: "للأسف أخبرني مسؤول أمريكي بارز أن القادة العسكريين الإسرائيليين في الواقع حالياً أكثر تشدداً من رئيس الوزراء نتنياهو، إنهم في ذروة الغضب ومصممون على توجيه ضربة لحماس لن تنساها المنطقة بأكملها أبداً".

وقال: "أنا أتفهم ذلك، لكن الأصدقاء لا يسمحون لأصدقائهم بالقيادة وهم غاضبون، يتعين على بايدن أن يقول لهذه الحكومة الإسرائيلية إن الاستيلاء على غزة دون ربطها بنهج جديد تماماً فيما يتعلق بالمستوطنات والضفة الغربية وحل الدولتين سيكون بمثابة كارثة لإسرائيل وكارثة لأمريكا".

‏وقرع فريدمان ناقوس الخطر، قائلاً إن التطورات التي بدأت بهجوم لحماس ضد إسرائيل يمكن أن تؤدي إلى إشعال حرب في الشرق الأوسط تكون لكل قوة عظمى وقوة إقليمية يد فيها ، الأمر الذي سيجعل من الصعب للغاية إيقافها بمجرد أن تبدأ".

وأضاف فريدمان :"لم يسبق لي أن كتبت عمودا بهذا القدر من الإلحاح من قبل لأنني لم أشعر قط بمثل هذا القلق بشأن كيفية خروج هذا الوضع عن نطاق السيطرة بطرق يمكن أن تلحق الضرر بإسرائيل بشكل لا يمكن إصلاحه، وتضر بمصالح الولايات المتحدة بشكل لا يمكن إصلاحه، وتهدد اليهود في كل مكان وتزعزع استقرار العالم كله. أتوسل إلى بايدن أن يقول للإسرائيليين هذا على الفور، من أجلهم، من أجل أمريكا، من أجل العالم".

ويرى مراقبون أن التأييد المطلق لإسرائيل من قبل واشنطن والمعسكر الغربي بدأ يفقد بعضاً من زخمه مع الوقت في ظل وجود رهائن غربيين في غزة، ومخاوف من اتساع رقعة الصراع والانجراف لحرب إقليمية.

 

شارك الخبر: