• الساعة الآن 09:38 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

فشل أميركي في سياسة استرضاء إيران

news-details

لا نهاية للتوتر والخوف وقد يزداد عدد الضحايا في قطاع غزة. هذا التوتر لم يعد يقتصر على منطقة الشرق الأوسط، فعالم اليوم منقسم إلى شقين. طرف مؤيد لإسرائيل وآخر مؤيد لفلسطين. وفي مقال للكاتب والتر راسل ميد، نشر في صحيفة "وول ستريت جورنال"، يرى الكاتب في استرضاء إداراتي الرئيسين الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن للنظام الإيراني، السبب الرئيس لما وصلت إليه الحال في الشرق الأوسط.

وفي أعقاب الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل، أرسلت إدارة بايدن مجموعة حاملة الطائرات الهجومية "جيرالد آر فورد" إلى المنطقة. وسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط والتقى بعدد من قادة دول المنطقة على أمل الحد من العنف والصراع.

ويعتقد الكاتب أنه حتى الآن، لا يبدو أن إدارة بايدن قد تخلت عن سياسة "المصالحة للخروج من المنطقة" (سياسة التهدئة مع إيران للسماح لواشنطن بتقليص وجودها في منطقة الشرق الأوسط). هذه السياسة التي بدأت منذ عهد باراك أوباما، هي التي زعزعت الاستقرار في المنطقة.

ويضيف راسل ميد أن "هذه السياسة ازعجت أصدقاء الولايات المتحدة، وعطلت تحالفاتها وشجعت الإرهابيين وزودت النظام الإيراني بالموارد المالية اللازمة لتحويل "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" إلى قوى مدمرة في منطقة الشرق الأوسط".ويرى الكاتب أن "من يدعون أنهم خليفة الله في الأرض ويحكمون إيران، لا يهمهم عدد الفلسطينيين الذين يقتلون في سبيل وصولهم إلى غاياتهم وطموحاتهم التوسعية. إنهم يكرهون المسلمين السنة وإذا ما استطاعوا حتى "حماس" التي سلحوها اليوم، سيضطهدونها غداً.

ويعتقد راسل ميد أيضاً أن النظام الإيراني غير منفتح على المصالحة ولا يريدها، لكن إدارة بايدن ترفض الاعتراف بهذه الحقيقة. ومن ناحية أخرى، فإن المتحدث باسم إدارة بايدن، يقلل وباستمرار من أهمية تورط طهران ومسؤوليتها في الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري على إسرائيل. في الوقت الحاضر، يبدو أن النظام الإيراني لا يخشى إدارة بايدن ويؤد علناً المذابح في قطاع غزة، حتى أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان استقبل رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية.

كما يرى الكاتب أنه ينبغي معاقبة "حماس" والأشخاص الذين ارتكبوا أعمال العنف هذه، لكن المسؤولين الذين تسببوا في هذه الحرب ليسوا في قطاع غزة. إذ يعيش قادة "حماس" في رخاء ورفاهية في قطر وأماكن أخرى بعيدة من الفقر في غزة. وقدم النظام الإيراني التدريب العسكري والمالي لـ"حماس" التي لم تكن لتجرؤ من دون ذلك على تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر.

ويقول الكاتب إنه في الواقع، إن النظام الإيراني في حالة حرب مع إسرائيل وأميركا، وطهران لا تسعى إلى المصالحة، ولا تسعى إلى مصالحها أيضاً. النظام الإيراني يريد ما يقوله: "إزالة إسرائيل من الوجود وتدمير الولايات المتحدة الأميركية".

ويختم الكاتب بالقول إن "هذا لا يعني أن نرسل قوات أو قاذفات قنابل فحسب، بل هناك طرق أخرى". ويضيف، "يمكننا لا بل ينبغي لنا أن نتعلم من أخطائنا، بخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر(أيلول) 2001. إلا أنه يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، نحن في حالة حرب مع أخطر أعدائنا".

وطالب أكثر من 100 مشرع أميركي، في رسالة موجهة إلى الرئيس جو بايدن، الإثنين 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بفرض أقصى العقوبات الممكنة على النظام الإيراني.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، وقع على هذه الرسالة 50 نائباً جمهورياً و63 نائباً ديمقراطياً، وطالبوا إدارة بايدن بمنع بيع النفط الإيراني إلى دول أخرى بما في ذلك الصين، وذلك من أجل قطع أهم المصادر المالية للنظام الإيراني.

ولم يتخذ البيت الأبيض من قبل مثل هذا النهج على رغم أن موقفه قد يتغير بسرعة، كما أن أي إجراء شديد ضد إيران قد يؤدي بالضرورة إلى تصعيد الصراع في منطقة الشرق الأوسط التي تريدها إدارة بايدن أن تكون منطقة هادئة ومستقرة قدر الإمكان. من ناحية أخرى، فإن تقييد بيع النفط الإيراني يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع السعر العالمي للوقود عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل.

bbc

شارك الخبر: