أكد قيادي رفيع المستوى في جماعة أنصار الله بصنعاء لشبكة النقار الإخبارية أن ما وصفه بالموقف المخزي لجماعته من أحداث غزة أفقدتهم 50 في المائة من شعبيتهم داخل الجماعة نفسها.
وقال القيادي الأنصاري الذي فضل عدم ذكر اسمه إن "قيادات الصف الأول في الجماعة أبدوا سخطا كبيرا مما أقدمت عليه المقاومة الفلسطينية من العملية الهجومية المباغتة تجاه العدو الصهيوني، وذلك لكونها جعلت أنصار الله في موقف محرج هم وحركات المقاومة في لبنان والعراق، فضلا عن إيران".
وأضاف: "كان الاعتقاد هو أن حركة حماس ستظل تراوح موقفها المناور بإطلاق التهديدات وتوعد الكيان الصهيوني، وأنه في حال تم التحرك ميدانيا سيتم عبر التنسيق مع محور المقاومة"، مشيرا إلى أن ما حدث جعل ذلك المحور ملتزما بضرورة اتخاذ موقف مساند وفوري للمقاومة الفلسطينية، خصوصا وأن ردة الفعل الإسرائيلية اعتبرتها حربا كبرى حشدت إليها أغلب الحكومات الغربية وعلى رأسها أمريكا.
وتابع: "شخصيا ومعي عدد من القيادات استبشرنا كثيرا واعتقدناها فرصتنا المناسبة التي نستطيع فيها التدخل لتحرير فلسطين من المغتصب اليهودي، إيمانا منا بالمبادئ التي أرساها القائد المؤسس الشهيد حسين الحوثي رضوان الله عليه، لكن إذا بنا نتفاجأ بأن الحدث أزعج غيرنا في رأس الهرم القيادي، ما تسبب في حدوث سجال كبير بيننا وبينهم وصل حد التخوين"، مضيفا: "كانت وجهة نظرنا هو أن نتحرك لنجدة إخوتنا المقاومين ولردع العدو الصهيوني، وأننا إذا ظللنا في موقف المناورة كما في السنوات السابقة فإن ذلك معناه أن نفقد مصداقيتنا عند مقاتلينا ولن نعود قادرين على أن نكون صادقين معهم ولا مع قضيتنا، لكن الصوت الآخر كان هو الغالب على وجهة نظرنا لاعتبارات لا داعي لذكرها".
وأبدى قيادي أنصار الله للنقار أسفه الشديد مما سماه اللغة التي أصبحت تنتهجها المسيرة القرآنية مؤخرا حيث أصبحت تتصرف كسلطة لا كحركة جهادية قرآنية حسب وصفه، وأن ذلك سيفقدها الكثير من شعبيتها في الوسط المؤمن بالمبادئ الكبرى للمسيرة، مختتما بالقول: "وفعلا أستطيع التأكيد على أننا بموقفنا المخزي المتعارض مع شعارنا ومبادئنا تجاه فلسطين والقدس، خسرنا نصف شعبيتنا وفي غضون أيام قلائل، فضلا عما كنا قد فقدناه بتفاوضنا مع العدوان وهدنتنا القاتلة".