• الساعة الآن 12:49 PM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

زيارة بايدن للشرق الأوسط لماذا تشكل مقامرة خطيرة؟

news-details

 

 

 

يعد الظهور في منطقة حرب بالنسبة لرئيس أمريكي، مقامرة ذات مخاطر كبيرة.

فقد سافر إلى منطقة تشهد وضعا أكثر انفجارا، بعد قصف مستشفى في غزة أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين.

وقالت حركة حماس إن قصفا إسرائيليا استهدف المستشفى الأهلي، بيد أن إسرائيل قالت إن الانفجار الذي وقع في المستشفى نجم عن صواريخ أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وقد نفت الحركة ذلك، وألقت باللوم على إسرائيل.

وكان من المقرر أن يلتقي بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب وبعدها يلتقي القادة العرب في الأردن.

ولكن قبل إقلاع طائرة الرئاسة من قاعدة أندروز المشتركة، أُلغيت القمة فجأة في عمان، في أعقاب قصف المستشفى في غزة.

وهو يواجه الحرج بعدما قال له قادة الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية إنهم لا يثقون في قدرته على إنهاء العنف، ويعدونه خرقا للقانون الدولي.

ويبدو أن الرئيس بايدن كان يرغب أن يظهر كوسيط نزيه يتعامل مع كلا الجانبين في الشرق الأوسط.

لكن ليس هناك شك في موقف الرئيس بايدن، ومع أي جانب يقف عندما يتعلق الأمر بالصراع بين إسرائيل وحماس.

إذ وصف الرئيس الأمريكي هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي خلفت أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي، بأنها "شر مطلق"، وقال إن إسرائيل لها الحق وواجب الدفاع عن نفسها.

وتهدف زيارة بايدن التي نُظمت على عجل إلى إظهار تضامن الولايات المتحدة الراسخ مع إسرائيل.

ولكن يتعين عليه أن يوازن بين دعمه لهدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس، ومخاوفه العميقة بشأن التكلفة المدنية والإنسانية لهذا الهدف.

وبينما حذر بايدن علناً بأنه من الضروري العمل وفقاً "لقواعد الحرب"، فإن الرسالة التي يوجهها خلف الأبواب المغلقة قد تكون أكثر صرامة.

وقد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تؤيدان سيادة القانون "على عكس حماس".

وأضاف قائلا: "هذا عنصر أساسي في المناقشات التي أجريناها دائما مع الإسرائيليين، وسنواصل القيام بذلك".

وتريد الولايات المتحدة أن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة، وأن تسمح بمرور آمن للأمريكيين المحاصرين في غزة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد ما يقرب من ثماني ساعات من المحادثات مع نتنياهو يوم الإثنين، إنه أحرز تقدماً جيداً نحو هذه الأهداف. لكن لم يُتفق على أي شيء حتى الآن.

ويدرك الرئيس بايدن جيدا أن المشاعر العامة العالمية يمكن أن تتغير بسرعة، وقد يتبخر الدعم لإسرائيل عندما تطغى عليه صور الضحايا والمعاناة الفلسطينية.

كما أن هناك أيضاً خوفاً حقيقياً من أنه كلما كان الهجوم على غزة أكثر وحشية، كلما زادت فرصة أن يؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة مع تورط دول أخرى.

كما أن هناك مخاوف أمنية لا مفر منها.

فالجهاز الأمني الذي يرافق الرئيس في الخارج في أفضل الأوقات هو فريق شديد المهارة، لكن رحلة بايدن المفاجئة إلى منطقة الصراع سوف تشكل تحدياً كبيراً لهذا الفريق.

فقد أٌجبر وزير الخارجية الأمريكي بلينكن والحراسة المرافقة له على البحث عن مأوى في أحد الأقبية المحصنة، بعد دوي صفارات الإنذار أثناء زيارته إلى تل أبيب، يوم الإثنين الماضي.

وقد يضطر الرئيس بايدن أن يفعل ذلك.

ويزور بايدن إسرائيل منذ 50 عاما، ويعرف نتنياهو منذ 40 عاما، واصفا علاقتهما بأنها "علاقة صريحة".

وهذا من شأنه أن يسمح بتبادل وجهات النظر بشكل أكثر قوة من تلك التي يمكن تقاسمها بين القادة الذين لا يمتلكون هذا النوع من التاريخ الشخصي.

ويتبنى الرئيس بايدن أفكاراً واضحة حول بعض القضايا، ويعتقد أنه سيكون من الخطأ أن تحتل إسرائيل غزة.

وقال بايدن إن هناك حاجة إلى وجود سلطة فلسطينية وطريق إلى دولة فلسطينية، على الرغم من عدم إحراز تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية منذ سنوات عدة.

ومن المؤكد أنه سيرغب في ممارسة أقصى قدر ممكن من الضغط على إسرائيل، حتى تتصرف بحذر أكبر في غزة، وتنهي الصراع في أسرع وقت ممكن.

فالولايات المتحدة كانت دوما الحليف الأكثر ولاءً والتزاماً لإسرائيل.

وبغض النظر عمن سيكون ساكن البيت الأبيض الجديد، كان هناك دائما دعم واسع النطاق لإسرائيل وحقها في الوجود بأمن وأمان.

وكان الرئيس بايدن، على مدى عقود، أحد السياسيين الأكثر صراحة في دعمه لإسرائيل، إذ قال في عام 1986 إنه "لو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخلق إسرائيل لحماية مصالحنا في المنطقة".

والآن، حان الوقت للرئيس الأمريكي أن يستخدم كل ما لديه من نفوذ وسلطة لمحاولة الحد من إراقة الدماء والخسائر في الأرواح، ومنع نشوب حرب واسعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ووسط كل هذا الزخم، تجعل الأحداث الجارية على الأرض الأمر أصعب من أي وقت مضى.

شارك الخبر: