لقي المئات مصرعهم في منطقة غرب دارفور السودانية مع احتدام الصراع بين الفصيلين العسكريين المتناحرين الذين يقاتلان للسيطرة على البلاد، منذ أسابيع.
ووقع أحدث تصعيد في أعمال العنف في مدينة الجنينة بين يومي الجمعة والاثنين، وهي المرة الثانية خلال 3 أسابيع تشهد فيها عاصمة ولاية غرب دارفور عنفًا شديدًا.
وقال اتحاد الأطباء السودانيين، الثلاثاء، إنه تم تسجيل 280 حالة وفاة و169 إصابة في مدينة الجنينة خلال يومين فقط وتحديدا في الـ12 و 13 مايو/ أيار الجاري.
ودارفور هي موطن قوات الدعم السريع، حيث تمتلك القوات شبه العسكرية معاقلها ومصادر إمدادها ولوجيستياتها وأسلحتها في الإقليم السوداني الغربي.
وتعد المنطقة، التي مزقتها الحرب الأهلية طوال القرن الحادي والعشرين تقريبًا، حيوية من الناحية الاستراتيجية، حيث تشترك في الحدود مع ليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وهي قريبة من مصر، الجار الأكبر للسودان.
من جهته قال منسق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة (في دارفور)، توبي هوارد، الثلاثاء، إن الجنينة عانت من هجمات الميليشيات على مناطق سكنية ومعارك شوارع بين القوات مما تسبب في مقتل مئات المدنيين وإصابة عدد أكبر بكثير، مضيفًا أنه حتى الآن كان هناك أكثر من 150 ألف نازح.
واتسع نطاق القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الرد السريع في منطقة دارفور بالسودان، مجتذبا ميليشيات عربية وجماعات مسلحة أفريقية غير عربية إلى حد كبير والتي كانت في صراع منذ بدء نزاع دارفور الذي لم يتم حله في عام 2003.
وعلى الحدود مع ليبيا، انخرط الجيش السوداني في معركة شرسة ضد قوات الدعم السريع، واستولى على قاعدة عسكرية تسمى "شيفروليه" في الأيام الأولى للصراع.
وتقع القاعدة في المثلث بين السودان وليبيا ومصر في سلسلة جبال العوينات، وهو موقع استراتيجي على طريق الهجرة شمالًا عبر ليبيا إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث تستخدمه قوات الدعم السريع لاستهداف عمليات اللاجئين والاتجار بالبشر.
وقالت مصادر من الفصائل المتمردة في دارفور، ذات الحضور في جنوب ليبيا، إن الجنرال الليبي، خليفة حفتر، دفع قواته نحو السودان، ووعد قوات الدعم السريع بتزويدها بمدافع متطورة مضادة للطائرات، غير أن القوات المسلحة السودانية قصفت قوافل حفتر وأغلقت الحدود مع شيفروليه.