• الساعة الآن 09:06 PM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أسباب إغلاق السفارة اليمنية في دمشق

news-details

 

خالد العراسي

 

في أي بناء مؤسسي إن كان الأساس خاطئ وتخلله كثير من العيوب سيكون البناء هش وضعيف وقابل للإنهيار في أي لحظة ، وبسبب الاختلالات التي حدثت في طريقة انتقاء وتعيين كثير من المسؤولين وصل الحال بنا الى الوضع المزري وهذا أيضا ما حدث بالجانب الدبلوماسي فهناك لوائح وأنظمة وقوانين محددة لشروط تعيين الدبلوماسيين في  سفاراتنا

الا أن أغلب من حصلوا على قرارات تعيين في سفارتنا بدمشق لا ينطبق عليهم حتى شرط واحد من هذه الشروط .

وإليكم بعض الاخطاء

١/ أحد الملحقين لم يكن حتى حاصل على الثانوية العامة عند تعيينه وحصل عليها لاحقا بعد التعيين من خلال الدراسة عن بعد وكل مؤهله هو أنه إبن أحد كبار الاعلاميين في احدى قنواتنا .

٢ / مؤهل إثنين من الدبلوماسيين ثانوية عامة بينما أقل مؤهل مطلوب لمناصبهم هو البكالوريوس الى جانب اللغة الانجليزية ودبلوم الدبلوماسية ودورات تخصصية .

٣ / جميعهم باستثناء السفير والملحق العسكري والملحق الثقافي ليس لديهم أي خبرة دبلوماسية أو وظيفية سابقة بينما تنص القوانين والانظمة بشأن شروط تعيين الدبلوماسيين (باستثناء ١٠ % من السفراء من حق رئيس الجمهورية تعيينهم بشكل مباشر) أما بقية الدبلوماسيين فيجب أن يكونوا موظفين في السلك الحكومي ولديهم خبرة سنوات من العمل وتدرجوا وظيفيا وجميع ذلك كان غائبا في قرارات تعيينهم .

٤ / أحد الملحقين عمره ما زار اليمن ولم يكتفوا بجريمة تعيينه ملحقا بل صرفوا له عند تعيينه عشرة آلاف دولار بدل سفر أيش من بدل سفر يا جن الشخص موجود في سورية أصلا فهل كان المبلغ ثمن الترشيح؟

٥ / أحد الملحقين تورط بارتكاب مخالفات قانونية وتم فصله من العمل وبدلا من ترحيله  عينته السفارة في منصب غير موجود ضمن الهيكل الوظيفي بالسفارة وكأنها عملية تحدي لدولتنا التي فصلته وللحكومة السورية التي اعتقلته بسبب مخالفاته القانونية المتكررة.

٦/ أحد الدبلوماسيين لديه قرار تعيين موقع من مدير مكتب الرئاسة وهل يحق لمدير مكتب الرئاسة إصدار قرارات تعيين لدبلوماسيين ؟؟

أضف الى ما سبق أن بعض المعينين أطفال بالمقارنة بمن يجب تعيينهم فهناك من تتراوح أعمارهم عند تعيينهم بين ٢٠ عام الى ٢٥ عام فكيف لهؤلاء أن يلتقوا بنظرائهم من دبلوماسيي الدول الاخرى وكيف لهم أن يتحركوا ويتعاملوا بدبلوماسية وهم لا في سن النضوج ولا لديهم خبره دبلوماسية ولا مؤهلات ؟

 فما هي النتائج المتوقعة ؟

هل كان المتوقع أن تتطور العلاقات ونصبح نحن وعضو محور المقاومة السوري روحين في جسد ونلتحم مع بقية أعضاء المحور ونبحث عن نجاحات دبلوماسية جديدة بتوطيد العلاقات على الاقل مع خصوم امريكا ومحور الشر ؟

هذه الاختلالات والاخفاقات لم يسبق أن حدثت في تاريخ الجمهورية اليمنية ولا في أي دولة مهما كانت ضعيفة وحديثة النشأة فما بالكم بحدوثها في دولة أخضعت تحالف وتكالب شيطاني دولي وتمكنت من صد ومقاومة أبشع عدوان كوني وأجبرت تحالف الشر والظلام العالمي على الهرولة نحو الهدنة واستجداء تمديدها ؟

الجانب الدبلوماسي له اصوله والمجاملات والمحسوبية والبيع والشراء والهفوات تحدث في الجانب المؤسسي وهذا خطأ وننتقده باستمرار للتصويب ، الا أنه خطأ أكبر عند حدوثه في الجانب الدبلوماسي.

النتائج والاخطاء والمخالفات التي ارتكبها بعض دبلوماسينا في دمشق هي نتائج طبيعية جدا لسوء الاختيار الذي قد يكون متعمد من بعض مخترقي المسيرة ليقود الى الفشل وضرب علاقتنا بالحلفاء في محور المقاومة رغم أنها سفارتين لا أكثر في حين كنا نأمل توسع وتقدم كبير في العلاقات الدولية .

الذي حصل هو أن بعض الدبلوماسيين ارتكبوا مخالفات سابقة شكلت تراكمات تلقت السفارة على اثرها تنبيهات وتحذيرات وارتكبوا مخالفات وأخطاء لاحقة جميعها أدت الى اتخاذ القرار .

أما عن تفاصيل المخالفات والاخطاء فهناك أشياء لا أستطيع التحدث عنها وقد وصلت بوثائقها وأدلتها الى الشخص الذي كلفه السيد القائد بالتحري حول الموضوع .

الانسان يضع نفسه حيث يشاء ومن يريد أن يحظى بالإحترام والتقدير سيحترم نفسه في الفعل والقول وهذا لن يحدث الا من كفاءات بحجم المنصب أو أكبر منه فما بالكم بوضع الدبلوماسي وكل حرف وكل خطوة وكل تحرك يمثل دولته ورئيسه وقيادته ؟

ملاحظة :- المراقب للوضع يلاحظ وجود انفصال بين نهج واجراءات وخطوات القيادة الثورية في اليمن وتصرفات وإجراءات القيادات المؤسسية والسياسية .

شارك المقال: