أشرف الكبسي
عندما يقرر أحدهم إحراق نفسه علنا وفي تجمهر، فإنه يعول على تعاطفنا معه، سواء أقدم على ذلك شعورا باليأس والقهر، أو حتى على سبيل المغامرة المحسوبة والمقامرة الخطرة بحياته، بهدف لفت النظر وتوظيف الضغط الجماهيري لصالحه..
وهذا التعويل، في الحالتين، يعني أننا كشعب، مازلنا نهتم ونعلي قيمة الحياة الإنسانية، كرد فعل فطري وتلقائي سوي، ولا يمكننا أخلاقيا بحال، ولأي ذريعة كانت، التظاهر بعدم الاكتراث، وليحرق من حرق!
ليس كل من يؤذي نفسه، على هذا النحو المؤلم، محقا أو مظلوما بالضرورة، وفعله لا يعني أن نمنحه في النتيجة ما ليس له، لكن هذا كله يأتي تاليا، بعد التحقق والتثبت، من المنطلقات والنوايا، وبعد قراءة منصفة لما حدث ولماذا وكيف حدث، بعين الإنصاف والعدالة!
الأصل ابتداءً أن نرى ونسمع ونشعر، وننفعل ونتفاعل، كبشر، لا قضاة محكمة، أو أطراف خصومة، وهذا الالتفات والالتفاف العفوي، مع وحول "الضعيف"، يحمينا جميعا ويشكل ضامنا اجتماعيا لكل من يتظلم منا، ما لم يثبت العكس!
ودمتم بخير.