قد يكون الشعور بألم في الحلق تجربة غير مريحة ومزعجة. ومع ذلك، عادة ما يكون علاج هذه الحالة والتخلص منها سهلا نسبيا، وفي الوقت نفسه يكاد يكون من أكثر الحالات الشائعة في عيادات الأطباء على مستوى العالم.
تشير الدراسات إلى أن معظم حالات الإصابة بألم الحلق خفيفة بما يكفي لعلاجها في المنزل، حيث يحتاج 4% فقط من المصابين إلى رعاية طبية للقضاء على المرض.
تلقي هذه المقالة نظرة فاحصة على الطرق المختلفة التي يمكنك من خلالها محاولة تخفيف المرض وما يمكنك فعله للتخلص من ألم الحلق بشكل فعال وسريع.
ألم الحلق
أو (التهاب الحلق) منتشر بشكل كبير ويمكنه جعل تناول الطعام وحتى التحدث مؤلما، حيث يسبب حكة وتهيجا في الحلق يمكن أن يزداد سوءا عند البلع. وعادة يكون أسباب انتشاره هي العدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، أو البكتيريا.
وعلى الرغم أن معظم حالات التهاب الحلق ليست خطيرة، إلا أن الأعراض الشديدة يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التنفس. ولكن في نفس الوقت رغم كونه مزعجا ومؤلما في معظم الأحيان، إلا أنه عادة ما يختفي تلقائيا.
أنواعه
التهاب البلعوم
يصيب المنطقة خلف الفم.
التهاب اللوزتين
تورم واحمرار اللوزتين في مؤخرة الفم.
التهاب الحنجرة
عندما تنتقل العدوى إلى الحنجرة، تظهر بحة في الصوت والسعال.
العلاج في المنزل بنسبة كبيرة ينجح في تهدئة ألم الحلق. ومع ذلك، في بعض الأحيان يتطلب التهاب الحلق المستمر تدخل العلاج الطبي.
الأعراض
يمكن التعرف عليها بسهولة. ولكن يجب الانتباه، بأنه إذا استمرت أي أعراض، أو تسببت في حدوث زيادة في الألم لفترة طويلة، تواصل مع الطبيب للحصول على المشورة والعلاج.
وتتضمن ما يلي:
ألم في الحلق
بحة في الصوت
انخفاض القدرة على الكلام
حكة في الحلق
تورم وألم في غدد العنق أو الفك
احمرار وتورم اللوزتين
بقع صديدية أو بيضاء على اللوزتين
في حالة الإصابة بفيروس (عدوى الجهاز التنفسي العلوي)، تختلف الأعراض قليلا، وتشمل:
السعال والحمى (ارتفاع درجة الحرارة)
سيلان الأنف
العطس
الألم الجسدي
الصداع
الغثيان أو القيء
الأسباب
الفيروسات
البكتيريا
هما أكثر مسببات التهاب الحلق انتشارا.
تحدث العديد من الحالات نتيجة عدوى فيروسية، مثل:
نزلات البرد
الأنفلونزا
الحمى الغدية
في كثير من الحالات تنجح العلاجات المنزلية في تهدئة ألم الحلق حتى يزول. ومع ذلك، في بعض الأحيان يتطلب التهاب الحلق المستمر تدخل العلاج الطبي.
فيما تحدث حالات آخرى نتيجة التعرض لسلالة من البكتيريا العقدية، مثل:
حمى (ارتفاع درجة الحرارة) أعلى من 101 درجة فهرنهايت / 38 درجة سلزيوس
بقع بيضاء على الحلق
تورم وألم عند لمس الغدد في العنق
في هذه الحالة يحتاج المريض إلى تناول مضادات حيوية لمقاومة العدوى ومنع المضاعفات.
وقد يؤدي عدم علاج التهاب الحلق بسبب العدوى البكتيرية "بالمكورات العقدية" إلى زيادة خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية أو التهاب الكلى.
أسباب إضافية
الحساسية.
الحرارة الجافة، أو الهواء البارد أو الملوثات أو المواد الكيميائية.
دخول أحماض المعدة إلى مؤخرة الحلق نتيجة مرض ارتجاع المريئ.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق
المصابون بالحساسية
الأطفال بين 5-15 سنة
الذين يعانون من التهابات الجيوب الأنفية
الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة
التشخيص
النظر فقط إلى حلق المريض غير كافي لتشخيص التهاب الحلق البكتيري، ولذلك من المنطقي أن يطلب الطبيب إجراء فحص للتأكد.
يتم إجراء اختبار البكتيريا العقدية السريع أولا لتحديد سريع للوجود المحتمل للبكتيريا المسببة للالتهاب في حلق المريض.
لإجراء اختبار سريع للبكتيريا، سيقوم الطبيب بمسح اللوزتين والجزء الخلفي من الفم.
يستغرق اختبار البكتيريا السريع حوالي 10-15 دقيقة لتقديم النتائج.
في حوالي 5% من الحالات، تكون نتيجة اختبار البكتيريا العقدية سلبية حتى لو كانت هي التي تسبب المرض.
وغالبا يوصي الأطباء بإجراء فحص مزرعة إضافي بعد 48 ساعة لتأكيد النتائج.
وإذا كانت نتيجة الفحص سلبية، فهذا يعني أن العدوى فيروسية، ولن تعالجها المضادات الحيوية.
العلاج
لا توجد وسيلة لعلاج ألم الحلق الناجم عن الفيروس. ووفقا للدراسات الطبية، يختفي التهاب الحلق خلال يومين إلى 7 أيام. في هذه الأثناء، يمكنك تخفيف الأعراض عن طريق تناول أدوية مسكنات الألم.
يمكن للبالغين والأطفال الأكبر من شهر واحد تناول الباراسيتامول، ويمكن للبالغين والأطفال الأكبر من 3 أشهر تناول الإيبوبروفين. ولا يجب إعطاء الأسبرين للأطفال دون سن 16 عاما.
متى تحتاج إلى المضادات الحيوية
إذا شخص الطبيب إصابتك بالتهاب الحلق ناجم عن بكتيريا، فسيتم وصف المضادات الحيوية لك أو إعطائك حقنة من المضادات الحيوية لعلاجها.
وعادة ما تُستخدم المضادات الحيوية المقاومة للبكتيريا لعلاج التهاب الحلق، حيث تتحسن أعراضه بشكل كبير إذا تم تناوله بشكل صحيح.
ولكن من المهم عدم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية لأن ذلك يهدد بتكوين "جراثيم خارقة"، وهي ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية.
المضادات الحيوية لا تقدم أي فائدة ضد الالتهابات الفيروسية أو الفطرية والنتيجة الوحيدة لاستخدام المضادات الحيوية في هذه الحالات هي زيادة انتشار الجراثيم الخارقة.
المضادات الحيوية لا تقضي على التهاب الحلق الناجم عن نزلات البرد التي سببها فيروس.
تحتاج إلى إنهاء دورة العلاج بالمضادات الحيوية بالكامل، حتى لو كنت تشعر بتحسن قبل الانتهاء منها، حتى لا تتكرر العدوى البكتيرية.