• الساعة الآن 10:22 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

كيف سينعكس التقارب السعودي الإيراني على حزب الله

news-details

 

أكد خبراء أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد أعوام من القطيعة بوساطة صينية، سيكون لها تأثير واضح ومباشر على تقليل حدة التوتر في جميع أنحاء المنطقة لا سيما في لبنان التي يمنحها الاتفاق فرصة لمعالجة بعض مشكلاتها.

لكن في المقابل، ما يزال تأثير هذا التقارب بين الرياض وطهران غير واضح على حزب الله اللبناني الموالي لإيران، وتموضعه في التركيبة الإقليمية الجديدة، وفق التقرير الذي نشره موقع "أمواج ميديا".

ورجح الصحفي اللبناني علي الأمين، احتمال ظهور تسوية لبنانية بعد الاتفاق الإيراني السعودي قائلا: "يمكن الاتفاق على مرشح أكثر اعتدالًا".

ورأي الأمين، المعروف بمعارضته لحزب الله، أنه "سيتم إسكات الأصوات الراديكالية داخل حزب الله بموجب الاتفاق على المدى القصير، ما يعطي مساحة لأصوات أكثر براجماتية".

من جانبه، قال المحلل اللبناني قاسم قصير المعروف بقربه من قيادات حزب الله العليا إنه يعتقد أن عودة العلاقات بين الرياض وطهران ستخفف من حدة التوتر بين الأحزاب السياسية اللبنانية ما قد يفتح الباب أمام تسوية سياسية.

ومن الناحية العملية، قد يُترجم هذا الأمر إلى استبعاد المرشحين الرئاسيين المثيرين للجدل، على سبيل المثال سليمان فرنجية، وهو مرشح موال لسوريا وإيران، الذي أعلن حزب الله أنه يدعم توليه لمنصب الرئاسة.

 

غموض وحذر

وفي غضون ذلك، لم يتضح حتى اليوم تموضع حزب الله في التركيبة الإقليمية الجديدة. فقد ازدهر حزب الله خلال فترة التوترات الإيرانية السعودية وما نتج عنها من عدم استقرار سياسي في لبنان ليصبح الفاعل السياسي الأكثر هيمنة في البلاد.

وباعتباره حليفًا وثيقًا لطهران، دعم حزب الله أيضًا الجمهورية الإسلامية ضد المملكة. ففي عام 2019، حذر الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، من أن إيران "ستدمر" المملكة العربية السعودية في أي صراع بين القوتين الإقليميتين.

ومن المرجح أن يدفع الانفراج الحزب إلى التخفيف من حدة هذا الخطاب وتوخي الحذر في استخدام لبنان كمنطلق لتهديد المملكة العربية السعودية.

كما قد يكون اتفاق 10 مارس/آذار الذي أعلن عنه في بكين قد شكل نوعًا من الصدمة إلى حزب الله.

وكان الحزب قد رحب بشكل رسمي بالاتفاق الذي توسطت فيه الصين. ففي اليوم الذي كشف فيه النقاب عن الاتفاق، قال نصر الله إن الصفقة "يمكن أن تفتح آفاقًا في المنطقة بأكملها، بما في ذلك لبنان".

لكن الصحفي الأمين، قال إنه قبل أيام قليلة من الإعلان "[كان نصر الله] قد أعلن أن اللبنانيين سيضطرون إلى الانتظار وقتًا طويلًا قبل إبرام مثل هذا الاتفاق". وأردف قائلًا إنه "يبدو أن [الأمين العام للحزب] لم يكن على دراية [مسبقة] بهذا التطور الهام".

ويرى الخبراء أن الديناميات المحلية في لبنان لا تتأثر بعلاقة إيران والمملكة العربية السعودية فحسب. إذ لا تزال هناك أسئلة كبيرة حول مستقبل ترسانة حزب الله التي منحت الحزب دورًا داخليًا وخارجيًا قويًا بسبب قوته العسكرية التي لاتزال مكانتها في أي معادلة إقليمية جديدة غير واضحة، حالها حال التموضع الأوسع للحزب في المشهد الجديد.

وقد يؤدي تنفيذ الاتفاق بين الرياض وطهران إلى تغيير ديناميات دولية معينة. لكن تخلي إيران عن حليفها المخلص، حزب الله، أمر مشكوك فيه خاصة في الوقت الذي تواصل فيه طهران مواجهة العقوبات والضغوطات من خارج المنطقة.

في الوقت الحالي، لا يبدو أن الديناميات السياسية في بيروت على رأس قائمة أولويات الرياض أو طهران. قد يساعد الاتفاق بين إيران والسعودية بمرور الوقت في تخفيف بعض الأعباء عن لبنان. لكن على الرغم من أن التقارب الإقليمي يجلب الأمل، إلا أنه من غير المرجح أن يوفر حلًا فوريًا لجميع مشاكل البلاد التي أرهقتها الأزمة.

 

شارك الخبر: