"الأمة التي تبحث عن طعامها وشرابها ورفاهيتها أمة لا تستحق الحياة"، تلك هي الأمة التي لا تستحق الحياة في نظر جماعة أنصار الله.
لوحة صادمة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أنه تم تعليقها من قبل أنصار الله في شوارع مدينة صعدة، معقل الجماعة بمناسبة ذكرى ثورتهم.
وتفاوتت الآراء حول كون الصورة مفبركة أو حقيقية، إلا أن عددا من الناشطين أكدوا أن اللوحة التي تحمل العبارة تم تعليقها بمدينة صعدة في الشارع العام أمام فندق ليالي دبي.
فيما حاول عدد آخر تبرير العبارة بالقول إنها كانت مجتزأة وأن العبارة الحقيقية هي: "الأمة التي تبحث عن طعامها وشرابها ورفاهيتها هي أمة عاجزة لا تستحق الحياة"، وأن اللوحة موجودة في شارع الأربعين بالعاصمة صنعاء المؤدي من الخمسين إلى جولة الثقافة جوار النهدين.
لكن كلمة "عاجزة" لن تغير من المعنى في نهاية الأمر.
وبحسب الكثيرين من الناشطين، إن صحت الصورة فهي الكارثة والطامة الكبرى فعلا. فبعد شعار "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه"، الذي كان الشعار الأبرز لدى الجماعة أصبحت الأمة التي تطالب بقوتها أمة لا تستحق الحياة والشعب الذي يطالب بمرتباته لا يستحق الحياة. بعد تسعة أعوام من الصبر على الضيم والجوع واحتمال كل نتائج الحرب، ليأتي الثائرون الجدد ليقولوا له بأنه شعب لا يستحق الحياة. هكذا أصبح أنصار الله ينظرون إلى الأمور. هل هو غرور القوة؟! أم خشية الصوت المعارض؟! وترى لماذا خرجوا بما قالوا إنها ثورة، طالما وأنها لم تكن في سبيل الحياة عن حياة أفضل؟! هل انتفاضتهم لإسقاط الجرعة كانت مجرد شعار فعلا؟! أليست الشعوب تبحث عن رفاهية وحياة كريمة وما كل ثوراتها إلا في سبيل تحقيق ذلك.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الصورة على نطاق واسع، منددين بما سموه الإفصاح الحقيقي عن وجه الجماعة الذي ظلت تصبغه بأقنعة وشعارات لا محل لها في أدبياتها وتوجهها الحقيقي.
النائب في برلمان صنعاء عبده بشر كتب معلقا على الصورة: "هل أنتم معي؟ من كتب هذه اللوحة يستحق براءة اختراع؟!".
أما الأكاديمي عبد السلام الكبسي فعلق على الصورة بالقول إن السلطة التي لا توفر لشعبها طعامه وشرابه ورفاهيته هي سلطة لا تستحق الحياة ولا تستحق البقاء.
الناشط في الجماعة مجدي عقبة علق بدوره قائلا: "بغير جنان ربما فوتوشوب"، في إشارة إلى عدم تصديقه أن يكون مثل هذا الكلام صادرا عن جماعة تدعي أنها خادمة للشعب.
الصحفي مجلي الصمدي قال: "والله ماعاد دريت بأيش أعلق. ومع ذلك منتظر التغيير الجذري. كلها خمس أيام".
وربط الدكتور خالد المطري ببن اللوحة والتغيير الجذي بالقول: التغييرات الجذرية قادمة. اكيد بايغيروا الشعب ويرتاحوا من شغلته!".
مغردو أنصار الله التزموا الصمت ولم يبدر منهم أي تكذيب أو تصديق للصورة التي حملت عبارة لم تجرؤ على التفكير بها أكثر الجماعات ظلامية في التاريخ ولا أعتى الدكتاتوريات، فضلا عن تعليقها كشعار لثورة شعبية تحتفل بذكراها التاسعة.