يبدو أن منظومة الحكم في صنعاء قد تنفست الصعداء بعد خطاب زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي حول طبيعة التغيير الجذري الذي سيعلن عن مرحلته الأولى في خطابه القادم بمناسبة ذكرى المولد النبوي.
فطالما أن هناك مرحلة أولى وثانية وثالثة فإن الحديث هنا عن برنامج عمل لا أكثر، وبالتالي لن تكون أداته التنفيذية إلا تلك المنظومة نفسها.
بحسب زعيم أنصار الله، فإن "الأسس والمنطلقات التي سنعتمد عليها في التغيير الجذري هي الهوية الإيمانية لشعبنا، وبرؤية جامعة في إطار القواسم المشتركة والشراكة الوطنية، وتحقيق الاستقلال والحرية لبلدنا".
أما بحسب المجلس السياسي الأعلى الذي سرعان ما بادر إلى مباركة ما سماها "قرارات التغيير الجذري التي ستتخذها القيادة في المولد النبوي الشريف"، فإن هناك قرارات وصفها بالجريئة والشجاعة سيتخذها زعيم أنصار الله باعتباره "هو الجدير باتخاذ مثل هذه القرارات".
قد نرى شخصا آخر مكان المشاط، لكن مع بقاء الهيكلية ذاتها: مجلس سياسي برئيس وأعضاء بعضهم لا حول لهم ولا قوة والبعض الآخر له كل الحول وكل القوة. وحكومة تشاركية صورية لا تقدم ولا تؤخر.
وربما سيكون هناك إشراك رمزي لبعض المكونات الجنوبية على وجه الخصوص، في المجلس أو الحكومة، لكن ضمن عنوان الجماعة ذاته "الهوية الإيمانية"، وليس ضمن عنوان الهوية الوطنية الجامعة. ولعل اللقاءات الأخيرة التي قام بها عضو المجلس السياسي لأنصار الله علي القحوم مع باراس (حضرموت) ومع الأحمر (حاشد) تأتي في هذا السياق.
القحوم، الذي يبدو أنه الشخصية الأكثر حظوة للحلول محل المشاط إن تم تغييره، سارع إلى مشاركة بيان المجلس السياسي في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بيان المجلس السياسي الذي أكد "دعمه ومساندته لأي قرارات يتخذها (القائد) في إطار التغيير الجذري واصلاح مؤسسات الدولة المركزية والمحلية كضرورة وطنية ومطلب شعبي".
أما عضو المجلس محمد علي الحوثي، ففضل أن يطلب من متابعيه الاشتراك في "الحملة المفتوحة على الهاشتاق
#فوضناك_يا_قائد_الثورة
لتأييد القائد في التغيير الجذري الذي سيعلن عنه في ذكرى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم".