انتقلت الجدلية إلى الصور التي سربها السعوديون عن لقاء وفد صنعاء بوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان وخلوها من الوسيط العماني.
هل كان لقاء خارج جدول المفاوضات، بحيث لا أثر للوسيط العماني المرافق للوفد والذي قالت وسائل الإعلام الرسمية لأنصار الله بأنه كان مرافقا للوفد وأنه عاد هو أيضا إلى صنعاء؟
في هذه الحالة لا يعود النقاش حول مفاوضات وإنما عن احتواء. وفي حال كان اللقاء من صميم المفاوضات أو ضمن جدولها فإن عدم حضور الوسيط العماني يكون قد قدم خدمة للسعودية بأنها هي الوسيط فعلا.
أما في حال تعمد السعوديون عدم إظهار الوفد العماني في الصور التي التقطت للقاء فإن في ذلك إهانة مباشرة إلى سلطنة عمان.
في كل الأحوال يبدو موقف صنعاء محرَجا، فالصور بدلا من إظهار العمانيين، أظهرت حسين العزي بعد أن قيل بأن محمد عبد السلام قد أعاده من المطار، فيما هناك من تحدث بأن العزي استطاع اللحاق بطريقة أو بأخرى بعد يومين من ذهاب الوفد.
ناشطو أنصار الله على مواقع التواصل الاجتماعي تناسوا زهوهم المتوقع بكون اللقاء مع ابن سلمان بحد ذاته انتصارا كبيرا ورسالة مزلزلة بحسب تعبير الصحفي خليل العمري مراسل قناة المنار اللبنانية، وأصبح شغلهم الشاغل هو الرد على سؤال أين هو الوفد العماني.
يتمسك ناشطو الجماعة بقشة يلخصها الناشط مجدي عقبة بالقول: "الطبيعي أن وفدنا لديه طاقم صحفي مرافق له وأكيد أنه قام بتوثيق اللقاءات أو حتى بعضها يفترض أن يتم نشر صور أعضاء الوفد العماني الوسيط بعد أن تعمد السعودي عدم ذكرهم أو حتى نشر صورهم أثناء حضورهم المفاوضات بين وفد صنعاء والرياض".
لكن إذا كان ثمة صور وتسجيلات وثقها الطاقم الصحفي الخاص بوفد صنعاء، وأن تلك الصور قد تجيب على السؤال أعلاه، فلماذا لم يتم نشرها، على الأقل ردا على تغريدة وزير الدفاع السعودي؟ أم أنها تنتظر هي الأخرى أن تمر على "القيادة" للإذن بنشرها من عدمه، ومن ثم ربما إلى الإعلام الحربي فينشرها بعد أشهر أو سنوات، كما لو كانت صور معارك، ليصعد حينها الناطق العسكري لقوات صنعاء يحيى سريع فيعلق عليها؟!