• الساعة الآن 08:10 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

قراءة في تصريحات محمد عبدالسلام بعد عودته من الرياض

news-details

 

 

حزمة بدائل وخيارات حول قضايا خلافية عالقة عاد بها رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام من العاصمة السعودية لرفعها إلى القيادة.

هكذا صرح الرجل عبر تغريدة احتشد لها المغردون كعادتهم حتى لو لم يفهموا منها شيئا.

لم تظفر قناة "المسيرة" بتصريح من عبد السلام كما هي العادة، ما يجعل التكهنات بكونه عاد منكسرا أو خالي الوفاض أمرا واردا، حيث كتب تغريدته مغيبا ملامح وجهه عن الأنظار، ليس خجلا كما يبدو وإنما هربا.

رئيس مفاوضات أنصار الله تصدر تغريدته بشكر المساعي العمانية "لدعم السلام وإنهاء الأزمة الإنسانية" وهي عبارة فضفاضة إلى أبعد حد، تبعتها عبارات اتخذت السياق نفسه في الحديث عن اللقاءات المكثفة التي تم عقدها مع "الجانب السعودي" ثم الوصول معه إلى مناقشة "بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي وقفت عندها الجولة السابقة".

خيارات وبدائل لتجاوز قضايا خلاف وقفت عندها جولة سابقة، عبارة أكثر غموضا لا يمكن أن تتحدد بعنوان ما، حيث الجولة السابقة قد تكون هنا زيارة السفير السعودي لصنعاء في أبريل الماضي وبدء المفاوضات رسميا بين بلاده وصنعاء، وقد تكون في عمان.

وهذا معناه في الحالتين أن الذهاب إلى الرياض تم دون أن تكون تلك القضايا الخلافية قد حسمت بعد، فعلى أي أساس كان الذهاب أصلا؟ ومن هو الطرف الذي وضع الخيارات والبدائل ليتم رفعها إلى القيادة؟

بالتأكيد لن يكون طرف صنعاء، باعتبار أنه لن يكون بحاجة إلى رفعها للقيادة لتدارسها. كما أنه من المستبعد أن يكون الوسيط العماني هو الذي طرحها، بالتالي لن يكون سوى المفاوض السعودي، وهذا بحد ذاته يحمل دلالة على عدم الجدية من قبل ذلك الطرف في حسم المفاوضات حول النقاط التي تم الإعلان عنها من قبل وفد صنعاء.

كما أن عبارة "وبما يساعد في سرعة صرف المرتبات ومعالجة الوضع الإنساني الذي يعاني منه شعبنا اليمني وبما يؤدي إلى حل عادل وشامل ومستدام" في تغريدة رئيس الوفد المفاوض تجعل من المبكر الحديث عن انفراجة سريعة في مسألة المرتبات وهي المسألة الأكثر إلحاحا التي كان طرف صنعاء يريد الخروج بها تخفيفا للضغط الشعبي المتزايد، حيث الرفع إلى "القيادة" بالخيارات والبدائل قد يستغرق وقتا طويلا يزيد من احتقان الوضع في صنعاء وبقية المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله التي لا تحتمل المزيد من الغموض في التعاطي السياسي.

ومع ذلك، ها هو المؤتمري "العتيد" علي الزنم يحسم جدلية غموض تغريدة عبد السلام بالقول: "كلام واضح بأن هناك نتائج إيجابية ولكن منتظرة الموافقة النهائية من القيادتين الثورية والسياسية"، قبل أن ينوه مطمئنا شعبه ومربتا على كتف الوفد بألا يحزن وألا يبتئس "ونقول لهم عيد ومولد، وبعدها ربي يفرجها على الشعب اليمني بنتائج مبهرة بإذن الله على الكثير من الأصعدة وأولها وأبرزها صبيحة يوم الخميس القادم والله يتولى عون الجميع"، ليتذكر اليمنيون مع هذا الرجل مقولة ربما كانوا قد نسوها بأن شر البلية ما يضحك.

وبلغة استعلائية مراوغة، كتب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، في أول تصريح رسمي عن لقائه "وفد صنعاء الذي زار الرياض لاستكمال الجهود الرامية لدعم مسار السلام في اليمن".

أشار المسؤول السعودي، في تغريدته بساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إلى أنه أكد خلال لقائه بالوفد "وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار؛ للتوصُّل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة"، ما يعني أن المملكة استطاعت ترويض أنصار الله ليكونوا ضمن طاقم الفنادق الذي يذهب ليعود ويذهب.

شارك الخبر: