تقارير خاصة

‏لا تهديدات بعد الآن ولا مفاجآت ولا حج بالبنادق، والعدو الذي لا تفاوض معه إلا بلغة السلاح، أصبح هذه المرة قريبا لدرجة أن يأتي سفيره إلى صنعاء بكوته وعقاله ويأكل تمرات الضيافة مع المشاط وأبو أحمد وحشد غفير من قيادات أنصار الله المتسابقة لالتقاط صورة معه. 
والحج أشهر معلومات وأشخاص معلومون أيضا تنقلهم طائرة خاصة من مطار صنعاء بزيهم الإحرامي إلى جدة. بندقية يحيى الرزامي ظلت في مطار صنعاء حتى عودته سالما غانما بالمسبحات والهدايا.
ووفود عمانية تتوالى إلى صنعاء تباعا، حتى لم يعد في جعبة الجماعة إلا أن يعلن المشاط عن مفاجآت تفرح الصديق وتغيظ العدو، لينتظرها عبد الغني الزبيدي باعتباره أصبح ناطق التوجيه المعنوي في صنعاء، وإذا بتلك المفاجآت ليست أكثر من الذهاب إلى الرياض مع العمانيين هذه المرة.
بادر المشاط إلى لقاء الوفد العماني الذي وصل صنعاء، اليوم، بمعية وفد التفاوض التابع لأنصار الله، مجددا بحسب وكالة سبأ التي اوردت الخبر قبل قليل، شكره لجهود السلطنة لإحلال السلام في اليمن.
الوكالة التابعة لأنصار الله برئاسة نصر الدين عامر ذكرت أن المشاط أكد أن "السلام كان وما يزال خيارنا الأول والذي يجب العمل عليه من قبل الجميع".
ونقلت عن المشاط قوله إنه "استجابة لوساطة سلطنة عمان الشقيقة سيتوجه الوفد الوطني برفقة الوفد العماني إلى الرياض لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي، والتي تمت في صنعاء ومسقط وكان آخرها في شهر رمضان المبارك".
عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم بدوره، أكد في سبق خاص لقناة الميادين اللبنانية بأن الوفد العماني الوسيط والوفد الوطني سيغادران اليوم صنعاء على متن طائرة عمانية إلى السعودية "لاستكمال اللقاءات السابقة"، مشيرا إلى أن "التفاؤل قائم ولازال في نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن".
أما المواضيع التي سيتم مناقشتها مع السعوديين بجهود ووساطة عمانية فهي بحسب القحوم الملفات الإنسانية وعلى رأسها صرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى.
هذه هي الأولويات، لكن لا ينسى القحوم بأن يلفت إلى أن "الوفد سيناقش أيضاً خروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وصولاً إلى الحل السياسي الشامل".
من جانبه، أشار عضو المجلس السياسي لأنصار الله حزام الأسد، إلى أنه "‏استكمالاً لما تم التفاهم عليه في شهر رمضان المبارك بالعاصمة صنعاء، يغادر وفدنا الوطني اليوم الى الرياض، لعقد جولة جديدة من المفاوضات مع العدو السعودي بوساطة عُمانية، على سبيل رفع المعاناة عن شعبنا وتسليم المرتبات من عائدات ثرواته السيادية المودعة في البنك الأهلي السعودي، وخروج كامل للقوات الأجنبية من اليمن، ووقف كل اشكال العدوان والحصار والتدخل في شؤون البلد الداخلية، وجبر وتعويض كل ما تسبب به العدوان من أضرار وخسائر على شعبنا وبلدنا".
وبحسب الناشط في أنصار الله علي فاضل نقلا عن مصادره، فإن أعضاء الوفد الذي توجه إلى السعودية هم كل من "محمد عبدالسلام وجلال الرويشان ويحيى الرزامي والرابع من المكتب".
صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية ذكرت بدورها أن "الزيارة المرتقبة" تأتي تأكيدا على ما نشرته حول مسودة الحل اليمني... والتي اقتضت أولى مراحلها خفضا للتصعيد لمدة 6 أشهر بدأت من أبريل 2023 بعد زيارة السفير السعودي إلى صنعاء.
وأضافت الصحيفة أنه "بغض النظر عن نتائجها، تعد الزيارة تقدما ملموسا لمراحل المبادرة السعودية".
العميد في التوجيه المعنوي بصنعاء عبد الغني الزبيدي أدلى بدلوه هو الآخر إن "ذهاب الوفد الوطني من صنعاء وباللباس اليمني والهوية اليمنية" رسالة من صنعاء بأنه "لا تفريط في السيادة الوطنية، ولا تنازل عن حقوق اليمنيين".
فيما عبر الناشط آزال الجاوي عن مخاوفه من كون المرتبات وفتح مطار صنعاء لرحلات إضافية أصبحت هي القضية‏ الأساسية لأنصار الله.
وأكد أن التفاوض على قضية المرتبات هزيمة عسكرية لصنعاء وأكبر فشل سياسي لأنصار الله، مشيرا إلى أن القضايا الأهم كالوحدة والسيادة والجزر والثروة أصبح مسكوتا عنها من قبلهم.
يشار إلى أن حكومة صنعاء كانت قد أعلنت عن قبولها التفاوض على  المرتبات وفق كشوفات العام 2014، وهي النقطة الجوهرية التي كانت محل خلاف استمر لسنوات.
توقع مراقبون أن يكون لتوقيع الاتفاق بين حكومتي صنعاء وعدن برعاية عمانية في العاصمة السعودية الرياض انعكاس إيجابي على أسعار الصرف.
وأشار المراقبون إلى أنه سيتم توحيد سعر الصرف، خاصة والصرف سيتم عبر مكاتب البريد وهو ما سيوفر الكثير من العملة الصعبة للبنك المركزي.
كما أن البنك سيسحب فئتي الالف والخمسمائة الصغيرة من الأسواق ويضخ فقط من الطبعة الكبيرة،
فيما ستقوم حكومة صنعاء بسحب كل الفئات التالفة في مربع سيطرتها. 
كما توقعوا أن تتراوح اسعار الصرف ما بين ٧٠٠ الى ٨٠٠ ريال للدولار، و٢٠٠ إلى ٢٥٠ ريالا للريال السعودي.