يصفها البعض بالإيجابية والبعض الآخر بالمريبة، تلك الاعتذارات التي يبادر إليها قيادات وناشطو أنصار الله نحو رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق أمين أبوراس.
فبعد أكثر من أسبوعين من الهجمة الشرسة على أبوراس في قنوات ومواقع وصفحات انصار الله، ووصفه بالتآمر والتواطؤ والخيانة، فضلا عن الشتائم المقذعة، فجأة يظهر رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشاط في صورة تجمعه مع أبوراس، لتتناقلها صفحات ناشطي أنصار الله متحدثين عن عودة الوئام.
مصادر مطلعة أكدت أن زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي هو من أرغم رئيس مجلسه السياسي مهدي المشاط على الأمر، وأن الأخير ما كان له أن يجتمع مع أبوراس أو يقدم اعتذارا شفهيا إليه لولا ضغوطات من الحوثي.
ظهرت صورة الاجتماع فخفت حدة الهجوم شيئا فشيئا وانقلبت إلى تغن بـ"إعادة اللحمة".
فإذا كانت الأوامر قد صدرت إلى المشاط شخصيا، فمن باب أولى أن يتم التوجيه لكافة القيادات الأخرى والناشطين بالكف وتقديم الاعتذار.
حتى أن عضو المجلس السياسي للجماعة محمد علي الحوثي لزم الصمت عن توجيهه السابق ببيع ومصادرة ممتلكات المؤتمر والمؤتمريين.
بل إن الموتمري علي الزنم أرجأ ما سماه الكشف عن ممتلكات المؤتمر إلى أجل غير مسمى، ولم تعد تلك الحدية تجاه أبوراس، حيث وصفه في آخر منشور له بأنه رئيس المؤتمر، وهو ما لم يكن له أن يحدث من قبل، على سبيل المثال لقاءاته في قناة اللحظة.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل حتى أكثر الذين حاولوا النيل من أبوراس بأقذع الشتائم، إذا بهم قد تحولوا فجأة إلى ودودين معه. على سبيل المثال القيادي في أنصار الله عبد السلام جحاف عضو مجلس شورى صنعاء، والذي كان قد تصدر مشهد الهجوم على أبوراس بصورة وصفقت بالفجة، ها هو يقدم اعتذاره هو أيضا.
جحاف كتب، اليوم، منشورا طويلا يعتذر فيه إلى أبوراس اختتمه بالقول: أنا أعتذر للشيخ صادق امين ابو راس حفظا للاخوة وللجبهة الداخلية عن أي إسائة صدرت مني ناحيته محتفظاً بحقي في النقد او توضيح الخلل كأي مواطن يمني يراقب الاحداث نحوه او نحو أي جهة أو مكون وأتمنى من الاخ العزيز الشيخ صادق أمين ابو راس قبول إعتذاري واليمن يتسع للجميع ومن حق الجميع أن يبدوا آرائهم أو مواقفهم تحت ضل القانون والدولة التي يعد الشيخ صادق فيها ثاني رجل كنائب لرئيس المجلس السياسي الأعلى وسلامتكم.
ويبقى السؤال لدى الكثيرين: هل أن هذا التراجع في موقف أنصار الله تجاه رئيس حزب المؤتمر هو أنهم أخطأوا بحق الرجل؟ أم أنهم من خلال التفاعل الكبير لمختلف الأطياف وتضامنهم مع أبوراس كحزب لا كقبيلة اكتشفوا تضاؤل شعبيتهم وقرروا خفض التصعيد ومهادنة المؤتمر حتى حين؟