ثالث خطاب لرئيس المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله مهدي المشاط منذ تصريحات رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء صادق أمين أبوراس، والتي اعتبرها أنصار الله بمثابة إعلان حرب.
بحسب مراقبين، فإنه ليس من عادة المشاط هذا السخاء في الخطابات ولا في التنقل بين المحافظات بهذه السرعة، تارة في عمران وأخرى في صعدة واليوم في محافظة صنعاء.
كثيرا ما يحرص المشاط على أن يظهر في الصور صامتا، مكتفيا بخبر تبثه قنوات إعلام أنصار الله عن لقائه بهذا المسؤول أو ذاك وتوجيهه بكذا وكذا، أو يظهر في المناسبات الوطنية أمام واحة ورود في خطاب سنوي يحدث أن يظل يردده قبلها بأيام حتى لا يقع في خطأ نحوي أو زلل لغوي بحسب مقربين.
لكنه هذه المرة خالف البروتوكول المتبع لديه وخرج إلى الخطابة بشكل مباشر لا من خلف الكاميرا، إذ لم يعد كافيا بالنسبة له أن يكلف وزير إعلامه ضيف الله الشامي أو نائب وزير خارجيته حسين العزي أو رئيس وكالة الأنباء التابعة لجماعته نصر الدين عامر بالرد على أبوراس. وأن يأتي التهديد منه مباشرة مع أبوراس خير من أن يأتي على لسان حسين العزي ونصر الدين عامر، كما في قضية الاعتداء على الصحفي مجلي الصمدي. على أن هذا لا يمنع دولابه الإعلامي من تلقف تصريحاته والبناء عليها.
حمل خطابه الأخير مساء اليوم الثلاثاء، أمام قبائل طوق صنعاء، دلالة ما، كما يرى بعض المحللين. على أن تلك الدلالة بحسبهم هي خوف أنصار الله من أي تحركات قد يرونها وشيكة من قبل قبائل الطوق.
قد يكون لذلك الخوف ما يبرره بناء على تقارير استخباراتية ربما أو توجسات زادت من وتيرتها تصريحات أبوراس فكان لزاما على المشاط أن يستبقها بخطابات منه. غير أن تلك الخطابات تزيد من حدة الاحتقان ويرجع أثرها بمفعول عكسي كما يبدو، إذ سرعان ما اشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل مستاءة من تصريحاته ويتناولها حتى ناشطون في جماعة انصار الله بسخرية واستهجان أكثر من غيرهم، لاسيما في موضوع التهديدات التي يطلقها ضمن ما سماها "الخطة ب" المكتشفة من قبل جماعته في أروقة السفارة الأمريكية.
صحيح ان المشاط هذه المرة حاول تحاشي موضوع أبوراس، لكن التشنج السابق ظل على حاله واضحا للعيان ولم يخفت أواره بعد، وذلك من خلال حديثه بأن "العدو يسعى لإثارة المشاكل في الداخل" ودعوته قبائل صنعاء إلى "وحدة الكلمة وحل الخلافات ومواصلة الشموار حتى النصر تفويتا للفرصة على عدونا".