• الساعة الآن 12:19 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الجيش السوداني يدرس "مقترح الهدنة" الأميركي

news-details

يبحث مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان اليوم الثلاثاء، مقترح هدنة تقدمت به الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع الدامي في السودان منذ أكثر من عامين، بحسب مصدر حكومي في بورت سودان، في ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى نهاية "كابوس العنف".

وامتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجرت الملايين في العامين الماضيين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية، مثيرة مخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بصورة كبرى.

وبعد وساطة في نزاعات أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.

ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد قوات "الدعم السريع" المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.

وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني، إذ تستعد قوات "الدعم السريع" لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعدما استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش بدارفور في الغرب.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى الإعلام، إن "مجلس الأمن والدفاع سيعقد اجتماعاً اليوم لبحث مقترح الهدنة الأميركي".

وروى عدد من الناس الذين فروا من الفاشر لوكالة الصحافة الفرنسية مشاهد الخوف والعنف.

وقال محمد عبدالله (56 سنة) للصحافة الفرنسية، إن مقاتلي "الدعم السريع" أوقفوه أثناء فراره من الفاشر السبت، بعد ساعات على سقوطها.

وأكد أن "عناصر (الدعم) طلبوا منا هواتفنا وأموالنا وكل شيء، وقاموا بتفتيشنا بشكل دقيق".

وأثناء توجهه إلى طويلة، على مسافة 70 كيلومتراً غرباً شاهد "جثة في الطريق يبدو وكأن كلباً نهشها".

خارج السيطرة

أجرى الموفد الأميركي الخاص لأفريقيا مسعد بولس اجتماعات في القاهرة الأحد، مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وخلال المحادثات شدد عبدالعاطي "على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد"، وفق بيان للخارجية.

والتقى بولس أبو الغيط وقدم له "شرحاً مفصلاً حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات بشكل سريع والبدء في عملية سياسية سودانية داخلية"، وفقاً لبيان صادر عن جامعة الدول العربية مساء الإثنين.

وانتظمت "المجموعة الرباعية"، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والإمارات والسعودية، منذ أشهر في جهود دبلوماسية بهدف التوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهراً.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي اقترحت "الرباعية" هدنة إنسانية مدة ثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية مدتها تسعة أشهر بعد إنهاء النزاع، لكن السلطات المتحالفة مع الجيش رفضت الخطة فوراً آنذاك.

وعقب هجوم قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر الاستراتيجية، برزت تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واعتداءات على عمال الإغاثة ونهب واختطاف خلال الهجوم.

وعبرت المحكمة الجنائية الدولية الإثنين عن "قلقها البالغ وانزعاجها الشديد" إزاء هذه التقارير، محذرة من أن هذه الأعمال "قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وفي كلمة ألقاها بمنتدى في قطر الثلاثاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف المتحاربة إلى "الجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لكابوس العنف هذا، الآن".

وأضاف أن "الأزمة المروعة في السودان تخرج عن السيطرة".

 

شارك الخبر: