• الساعة الآن 01:44 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

news-details

أقرّ قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" بوقوع انتهاكات ارتكبتها قواته في مدينة الفاشر غرب البلاد، متعهداً بفتح تحقيق في تلك الأحداث.

وجاءت تصريحات حميدتي بعد أن وجهت منظمات حقوقية ونقابات الأطباء اتهامات لمقاتلي الدعم السريع بارتكاب فظائع عقب سيطرتهم على المدينة في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي شملت عمليات قتل جماعي وتعذيب ونهب على نطاق واسع.

وقال حميدتي، في خطاب بُث عبر منصات التواصل الاجتماعي، إنه لاحظ "وقوع انتهاكات في الفاشر"، مؤكداً أنه سيحاسب "أي جندي أو ضابط ارتكب جريمة".

وأضاف أن لجان تحقيق عسكرية وقانونية وصلت بالفعل إلى المدينة لبدء التحقيقات.

كما أمر قائد القوات شبه العسكرية، التي تنازع الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان على حكم البلاد منذ سنوات، قواته بالانسحاب من الأحياء السكنية، متعهداً بنشر وحدات شرطة تابعة للدعم السريع بمجرد تأمين المدينة.

ودعا إلى عودة النازحين إلى منازلهم، مناشداً المنظمات الدولية توفير مساعدات إنسانية عاجلة.

ما الذي يحدث في دارفور بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر؟

"ما ظننت يوماً أني سأرى جثة تأكلها الصقور، والكلاب تنهشها أمامي" - نازح من الفاشر

"فصل دارفور"

نفى حميدتي وجود نية لدى قواته لفصل إقليم دارفور عن بقية السودان بعد السيطرة على الفاشر، في محاولة لتهدئة المخاوف من تقسيم البلاد.

وجاءت تصريحات حميدتي تزامناً مع إدانة قوات الدعم السريع على نطاق واسع بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها في الفاشر.

وتضمنت الانتهاكات التي تُنسب إلى الدعم السريع في السودان "إعدامات ميدانية لمئات المدنيين"، وفقاً لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية.

يُذكر أن تعهدات سابقة من حميدتي بالتحقيق في انتهاكات مماثلة خلال سيطرة قواته على ولاية الجزيرة لم تُنفذ حتى الآن.

"مجزرة"

اتهمت نقابة أطباء سودانية قوات الدعم السريعبارتكاب مجزرة راح ضحيتها 38 مدنياً في منطقة أم دام حاج أحمد بولاية شمال كردفان، وذلك بعد سيطرة القوات شبه العسكرية على المنطقة قبل ثلاثة أيام، وفقاً لما نشره موقع "ألترا سودان" في 30 أكتوبر.

وقالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع نفذت "إعدامات ميدانية" بحق 38 مدنياً "غير مسلح"، بعد أن اتهمتهم بالانتماء إلى الجيش السوداني.

وأضافت الشبكة أن الضحايا "أُعدموا بدم بارد"، مؤكدة أن ما حدث "ليس حادثاً فردياً، بل امتداد لخطة تطهير عرقي وإبادة تنفذها قوات الدعم السريع ضد المواطنين الأبرياء في شمال كردفان ودارفور".

يأتي هذا التطور بعد أيام فقط من اتهام منظمة حقوقية أخرى لقوات الدعم السريع بقتل أكثر من 300 مدني عقب سيطرتها على مدينة بارا المجاورة التي كانت تحت سيطرة الجيش.

وتواجه قوات الدعم السريع سلسلة من الاتهامات المتكررة من منظمات حقوقية بارتكاب انتهاكات جسيمة في المناطق التي تنتزعها من الجيش، والتي تشمل القتل خارج نطاق القانون، والنهب، والتهجير القسري، وهي اتهامات تنفيها القوة شبه العسكرية.

وقف إطلاق النار

اجتمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بنظيره السوداني محيي الدين سالم في القاهرة لبحث التطورات الأخيرة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية.

ونشرت الخارجية المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الأربعاء تصريحات لعبد العاطي بشأن التطورات في السودان.

وأشارت إلى أن الوزير المصري أكد خلال اللقاء على "استمرار جهود بلاده الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في السودان، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية"، مجدداً تعهده بدعم مصر لوحدة السودان واستقراره.

وكانت الخارجية المصرية قد أصدرت في وقتٍ سابقٍ بياناً أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء ما يشهده السودان من تطورات، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.

كما دعا البيان إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في البلاد.

النزوح والسفر والهجرة

قالت مواطنة سودانية من سكان مدينة الأُبيَّض لبي بي سي: "عندما سمعنا عما حدث في الفاشر أصابنا الرعب، بل والاكتئاب أيضاً. لكن لا يزال لدينا أمل أن الجيش سيسيطر عليها بإذن الله".

وأضافت "كمية الفيديوهات التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن الفاشر فطرت قلوبنا وأصابتنا بالرعب من إمكانية تكرار ما حدث هناك لدينا هنا في الأُبيِّض. هذه الحالة من الرعب تمكنت من قلوبنا ولا نعلم ما إذا كنا سنتمكن من تجاوزها".

وأكدت: "نحن هنا في الأُبيِّض نعاني من ضغوط نفسية هائلة بسبب ما يحدث في الفاشر. نتمنى أن نكون مثل الفاشر، إذ كانت الأُبيَّض محاصرة بينما سقطت الفاشر، لكن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على جبل الهشابة".

لكنها أشارت إلى أنه "رغم ذلك نشعر بخوف شديد، وأغلبية الناس فكروا في النزوح والسفر والهجرة وسط هذا الخوف الشديد ولا ندري ماذا نفعل وإلى أين يمكننا النزوح".

وقالت: "الأخبار التي وردتنا من الفاشر أثّرت سلباً على الناس إلى حدٍ كبيرٍ فلم نعد نشعر بالأمان وأصبحنا رهينة للمجهول. وأعتقد أن ذلك كله جاء نتيجة التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي".

وأكدت: "كانت الحرب النفسية شديدة جداً، فقد بثوا في الناس الخوف والهلع والرهب. فالجميع غير مطمئنين وغير مرتاحين. وزادت ضربة الهشابة الطين بلة، فقد ولدت شعوراً لدى الناس بأن الأُبيَّض محاصرة من جميع الاتجاهات ولا أمل في الخروج".

شارك الخبر: