تزامنا مع كشف الاتحاد الأوروبي عن "خارطة طريق" استعدادا لأي نزاع محتمل بحلول 2030، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في التكتل كايا كالاس الخميس، أن الاتحاد ليس أمامه خيار سوى بناء دفاعات مضادة للمسيرات في مواجهة روسيا.
وهذه إحدى المبادرات في إطار "خارطة طريق الاستعداد" الأوروبي، الهادفة إلى إعداد الاتحاد لهجوم محتمل تشنه موسكو في السنوات المقبلة.
وقالت كالاس للصحافيين إن "الطائرات المسيرة تعيد تعريف مفهوم الحرب. لم يعد امتلاك دفاعات ضد المسيرات خيارا لأي طرف".
وأضافت "اليوم نقترح نظاما جديدا مضادا للمسيرات ليصبح جاهزا للعمل بالكامل بحلول نهاية 2027".
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد دعت لأول مرة إلى إنشاء "جدار ضد المسيرات" لمواجهة موسكو الشهر الماضي، بعد ساعات من إسقاط طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) مسيّرة روسية في بولندا.
وكانت الخطة تتركز في الأساس على تعزيز دول الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، ولكن تم توسيع نطاقها بعد اختراقات غامضة لمسيرات لعدد من دول الاتحاد الواقعة غربا.
اقرأ أيضادوريات جوية لأمريكا وبريطانيا قرب حدود روسيا ضمن مهمة لحلف الأطلسي
بموجب الخطة الجديدة، تريد بروكسل أن يبدأ المشروع الذي أطلق عليه الآن "مبادرة الدفاع الأوروبية ضد المسيرات"، العمل مبدئيا بحلول نهاية 2026، وصولا للعمل بكامل طاقته بحلول نهاية 2027.
وتأمل بروكسل في الحصول على دعم قادة الاتحاد الأوروبي للخطة، وهي أحدث مساعيها لتعزيز دفاعاتها، في قمة الأسبوع المقبل.
وقالت كالاس إن "روسيا لا تملك القدرة على شن هجوم على الاتحاد الأوروبي اليوم، لكنها تستطيع الاستعداد في السنوات القادمة".
واعتبرت أن "الخطر لن يختفي، حتى لو انتهت الحرب في أوكرانيا".
وإلى جانب المبادرة المتعلقة بالمسيرات، هناك برنامج أوسع نطاقا أطلق عليه "مراقبة الجناح الشرقي" يهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية والبرية على امتداد حدود الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى روسيا بحلول نهاية 2028.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاستفادة من خبرة أوكرانيا في الحروب لدمج قدرات منخفضة التكلفة لمواجهة المسيرات.
وأثارت المبادرة بعض التحفظات من دول مثل ألمانيا، ومخاوف من تداخل محتمل في الأدوار بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
مسؤولية مشتركة
حتى الآن، لم يقدم الاتحاد الأوروبي تقديرا دقيقا لتكلفة المشاريع. كما لم يعلن إلى اليوم عن أي تمويل جديد محتمل، رغم دعوات دول الاتحاد الأوروبي القريبة من روسيا إلى الاتحاد للمساعدة في توزيع عبء الاستثمارات الجديدة.
وقالت وزيرة الدفاع الليتوانية دوفيل ساكالينيه "نحتاج إلى وسائل مالية إضافية سريعة قائمة على المنح ودون معاقبة الدول الواقعة على الحدود". وأضافت "إنها مسؤوليتنا المشتركة لحماية حدودنا الشرقية - جميعنا".
واعتبرت بأنه نظرا لأن موسكو "تكثف بوضوح حربها الهجينة" ضد أوروبا، فإن الهدف المتمثل بعام 2027 لنظام مضاد للمسيرات ليس مبكرا بما فيه الكفاية.
ومضت موضحة "أود أن يتحقق ذلك في وقت أقرب، لأننا نشهد تزايدا سريعا في عدد الحوادث".