صنعاء-النقار
أكد السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي آزال الجاوي أن مرحلة ما بعد خطة ترامب تجعل سلطة صنعاء أمام استحقاقات خارجية وداخلية لن تستطيع معها التهرب أكثر، وإلا ستجد نفسها دويلةً انفصالية منعزلة باقتصاد منهار ونمط حكم بوليسي تصل إلى مرحلة الصدام مع المجتمع، مشيرا إلى أن تجاهلها للواقع طيلة السنوات السابقة والمضيّ في المماطلة والتسويف واختلاق الذرائع والأعذار جعل من عملية الإصلاح شبه مستحيلة، بحيث نكون قد خرجنا من نفقٍ مظلم إلى حفرةٍ سحيقة أشدّ ظلمة، حسب تعبيره.
وقال الجاوي في منشور على منصة إكس رصدته "النقار" بعنوان (صنعاء واستحقاقات المرحلة) إنه
"ما بعد خطة ترامب -إذا سارت الأمور على ما يرام- ستبرز استحقاقات جديدة أمام دول المنطقة، بعضها يرتبط بالوضع الإقليمي، وبعضها الآخر يتصل بالشأن الداخلي المحلي"، موضحا أن "صنعاء تحديدًا ستجد نفسها أمام الاستحقاقين معًا. فبالنسبة للاستحقاقات الخارجية، قد لا تملك القدرة الكاملة على ضبط إيقاعها أو التأثير في مسارها، أمّا فيما يتعلّق بالاستحقاقات الداخلية، فستواجه تراكمات كبيرة نتجت عن سنواتٍ من التهرّب من الإصلاحات الجذرية والمصالحات الوطنية".
وأضاف: "خلال فترة الانشغال بإسناد غزة، نشأت مراكز نفوذ جديدة، وتعمّقت شبكات المصالح، ما يجعل من الصعب على صنعاء اليوم استدراك الأمر عبر إصلاحات حقيقية أو مصالحة شاملة... وهكذا، ستجد صنعاء نفسها دويلةً انفصالية محاصرة ومنعزلة باقتصاد منهار، مضطرة للحكم بنمط الدولة البوليسية المغلقة، كما هو حاصل اليوم، إلى أن تصل إلى مرحلة الصدام مع المجتمع".
واوضح أنه بالرغم من كل النصائح التي وجهت لسلطة صنعاء طيلة السنوات السابقة إلا أنها "اختارت تجاهل الواقع، والمضيّ في المماطلة والتسويف واختلاق الذرائع والأعذار، حتى أصبحت عملية الإصلاح شبه مستحيلة، وأمست المصالحة بحاجة إلى جولة جديدة من الصراع أو إلى ثورةٍ شعبيةٍ تدفع بالعجلة إلى الأمام".
وختم الجاوي منشوره بالقول: "اليوم، للأسف، أستطيع القول إننا خرجنا من نفقٍ مظلم إلى حفرةٍ سحيقة أشدّ ظلمة. ومع ذلك، فإن بصيص الأمل -وإن كان محدودًا- لا يزال قائمًا، شرط أن يبدأ التحرك من الآن، قبل أن تضع حرب غزة أوزارها، وقبل أن يجد الجميع أنفسهم أمام واقعٍ هشٍ ينتظر لحظة الانفجار".