• الساعة الآن 03:07 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

آزال الجاوي يكتب: صنعاء واستحقاقات المرحلة

news-details


 


آزال الجاوي

ما بعد خطة ترامب – إذا سارت الأمور على ما يرام – ستبرز استحقاقات جديدة أمام دول المنطقة، بعضها يرتبط بالوضع الإقليمي، وبعضها الآخر يتصل بالشأن الداخلي المحلي.

صنعاء تحديدًا ستجد نفسها أمام الاستحقاقين معًا. فبالنسبة للاستحقاقات الخارجية، قد لا تملك القدرة الكاملة على ضبط إيقاعها أو التأثير في مسارها، أمّا فيما يتعلّق بالاستحقاقات الداخلية، فستواجه تراكمات كبيرة نتجت عن سنواتٍ من التهرّب من الإصلاحات الجذرية والمصالحات الوطنية.

وخلال فترة الانشغال بإسناد غزة، نشأت مراكز نفوذ جديدة، وتعمّقت شبكات المصالح، ما يجعل من الصعب على صنعاء اليوم استدراك الأمر عبر إصلاحات حقيقية أو مصالحة شاملة. ولهذا، قد تجد نفسها متمسّكة بما هو قائم، لا عن قناعةٍ بجدواه، بل لعجزها عن تغييره. وهكذا، ستجد صنعاء نفسها دويلةً انفصالية محاصرة ومنعزلة باقتصاد منهار، مضطرة للحكم بنمط الدولة البوليسية المغلقة، كما هو حاصل اليوم، إلى أن تصل إلى مرحلة الصدام مع المجتمع.

لقد بَحّت أصواتنا خلال السنوات الماضية ونحن نحاول إفهام صنعاء أنّ هناك ملفات لا يمكن التراخي فيها أو تأجيلها مهما كانت الظروف، لأن نتائجها – إن تُركت – تصبح غير قابلة للتدارك لاحقًا. لكن السلطة اختارت تجاهل الواقع، والمضيّ في المماطلة والتسويف، واختلاق الذرائع والأعذار، حتى أصبحت عملية الإصلاح شبه مستحيلة، وأمست المصالحة بحاجة إلى جولة جديدة من الصراع أو إلى ثورةٍ شعبيةٍ تدفع بالعجلة إلى الأمام.

اليوم، للأسف، أستطيع القول إننا خرجنا من نفقٍ مظلم إلى حفرةٍ سحيقة أشدّ ظلمة. ومع ذلك، فإن بصيص الأمل – وإن كان محدودًا – لا يزال قائمًا، شرط أن يبدأ التحرك من الآن، قبل أن تضع حرب غزة أوزارها، وقبل أن يجد الجميع أنفسهم أمام واقعٍ هشٍ ينتظر لحظة الانفجار.

شارك المقال: