خاص | النقار - المغرب
تصدر تطبيق ديسكورد (Discord) عناوين الأخبار في المغرب مؤخراً، بعد أن تحوّل من منصة دردشة شهيرة في مجتمع الألعاب إلى أداة رئيسية في تنظيم أكبر احتجاجات شبابية يشهدها البلد منذ سنوات. فما هو هذا التطبيق، وكيف استغله جيل الشباب "جيل زد" لتنظيم المظاهرات والمطالبة بالإصلاح؟
ما هو تطبيق ديسكورد؟
ديسكورد هو برنامج تواصل اجتماعي مجاني يتيح للمستخدمين التواصل عبر النصوص والصوت والفيديو، وهو متوفر على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
• خوادم وقنوات (Servers and Channels): يعتمد ديسكورد على مفهوم "الخوادم" أو "السيرفرات"، وهي مساحات دردشة خاصة تركز عادةً على موضوع أو اهتمام مشترك. داخل كل خادم، توجد "قنوات" يمكن أن تكون نصية أو صوتية.
• الأصل: أُطلق التطبيق في عام 2015 وكان موجهاً بالأساس لمجتمع اللاعبين (Gamers) للتواصل والتنسيق أثناء ممارسة الألعاب.
• التطور: على مر السنوات، توسع استخدامه ليشمل مجتمعات ومواضيع متنوعة، بما في ذلك النقاشات المدنية والسياسية، نظراً لما يوفره من مرونة في التنظيم وسهولة في التواصل غير الهرمي.
كيف نُظمت الاحتجاجات الشبابية في المغرب عبر "ديسكورد"؟
قادت هذه الاحتجاجات حركة شبابية أطلقت على نفسها اسم "جيل زد 212" (Gen Z 212)، وهي مجموعة من الشباب المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين أواخر التسعينيات وبدايات الألفية، وهم الفئة الأكثر تضرراً من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
1. بناء المجتمع والتنظيم الأولي: بدأ الشباب في تأسيس قنوات وخوادم خاصة على ديسكورد. سمحت لهم هذه البيئة بالنقاش والتنظيم بشكل أفقي وغير هرمي بعيداً عن الأطر السياسية التقليدية.
2. صياغة المطالب: جرى الاتفاق على مطالب محددة عبر هذه المنصة، كان أبرزها تحسين قطاعي الصحة والتعليم، وتوفير فرص العمل، في ظل معدلات بطالة مرتفعة بين الشباب. ومن أبرز الشعارات التي رفعوها: "الصحة أولاً.. مبغيناش كأس العالم!".
3. التنسيق اللوجستي: اعتُبر ديسكورد الأداة الرئيسية للتنسيق على الأرض، حيث استُخدم في:
• تحديد مواعيد ونقاط التجمع للاحتجاجات.
• الاتفاق على مسارات المظاهرات.
• بث معلومات خاصة ضرورية للمحتجين.
4. استخدام منصات مساعدة: في حين استُخدم ديسكورد للنقاش والتنظيم الداخلي، لجأ المحتجون أيضاً إلى منصات أخرى مثل تيك توك، فيسبوك، وإنستغرام لنشر الدعوات وتوثيق الاحتجاجات وبث مطالبهم للرأي العام. كما ذكرت بعض التقارير أن المحتجين استخدموا تليغرام أيضاً لسرية أكبر في تبادل المعلومات الخاصة واللوجستية.
وتُعد هذه الاحتجاجات مثالاً جديداً على كيفية تحوّل المنصات الرقمية الحديثة، التي لم تُصمم أصلاً للنشاط السياسي، إلى أدوات فعّالة لـ تعبئة الشباب وتوجيه الحركات الاجتماعية في العالم العربي وخارجه. فقد سبق واستُخدم التطبيق نفسه لتنظيم احتجاجات مماثلة في نيبال.